الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

العمادي لـ «العرب»: غلاء الإيجارات لن يتكرر والسوق تتمتع بالتوازن

«المونديال» يعزز نشاط السوق العقارية
العمادي لـ «العرب»: غلاء الإيجارات لن يتكرر والسوق تتمتع بالتوازن

2010-12-14 
حاوره: مصري يوسف  
«لا ارتفاع في الإيجارات بعد فوز قطر بمونديال 2022، ولا تكرار لما حدث في السنوات الثلاث الماضية، كما أن الدوحة لن تشهد أزمة أخرى في المساكن حتى مع تزايد حجم الطلب خلال السنوات المقبلة»، جملة رسائل بعثها الرئيس التنفيذي لشركة العمادي للمشاريع محمد عبدالكريم العمادي مطمئنا جميع المهتمين بهذا الصدد.
وأكد العمادي في حوار مع «العرب» أن حجم المعروض من الوحدات السكنية يفوق حجم الطلب، مشيرا إلى أن السوق العقارية بدأت في النهوض والنمو منذ لحظة الإعلان عن فوز قطر بتنظيم المونديال.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة العمادي للمشاريع محمد عبدالكريم العمادي حول استضافة دولة قطر لكأس العالم 2022 لكرة القدم: «إنها مسؤولية جميع من يعيش على أرض دولة قطر، وعلى كل فرد أن يقوم بدوره في المكان الذي يشغله، ولا يأتي الدعم فقط من الدولة، وإنما على جميع القطاعات والشركات والمؤسسات الخاصة والحكومية والأفراد أن يشاركوا في دعم إنجاح هذا الحدث الكبير، ويجب أن يمتد الدعم أيضا إلى خارج حدود دولة قطر للدول المجاورة بل ودول منطقة الشرق الأوسط».
وأشار إلى أن دور شركة العمادي في هذه المنظومة سوف يأتي من خلال الدعم اللوجستي سواء من خلال توفير الوحدات السكنية، أو توفير المباني بعض المباني الإدارية اللازمة للمشاركة في هذا الحدث، سواء المنشآت التي تحتاجها دولة قطر خلال فترة التحضير للمونديال، أو حتى التي ستحتاجها خلال تنظيم الحدث نفسه، حيث ستشهد قطر تدفق الملايين من السائحين لمشاهدة هذا الحدث العالمي.
وأوضح الرئيس التنفيذي للعمادي للمشاريع أن الدولة تعمل في الوقت الحالي من خلال خطة واضحة المعالم تستهدف الوصول إلى حد الاكتفاء من حيث المباني الإدارية أو المنشآت السكنية، حيث تحتاج استضافة حدث مثل كأس العالم حجم عمل كبير للغاية، ويحتاج إلى التركيز والخطط والجودة من حيث المنتجات العقارية المطروحة.
وأكد العمادي أن الوحدات السكنية التي طلبتها اللجنة الدولية لكرة الكرم «فيفا» سوف يتم توفير ما يقارب ضعفها، مشيرا إلى أنه لن تكون هناك أزمة سكنية كما قد يتوقع البعض تماما، خاصة بعد نشوء العديد من المؤسسات العقارية الضخمة في السوق القطرية التي سوف تساهم بشكل فعال في توفير وحدات سكنية.
وحول انعكاس احتضان قطر لكأس 2022 على القطاع العقاري، قال العمادي: «بالطبع استضافة كأس العالم سوف تنعكس إيجابيا ليس فقط على القطاع العقاري وإنما على جميع القطاعات، وقد بدأنا نتلمس نتائج إيجابية منذ الإعلان عن فوز قطر وحتى اليوم، وهي أيام قليلة ومعدودة، فقطر سوف تتحول إلى ورشة عمل ضخمة تجتذب الشركات العالمية العملاقة التي تنفذ مشاريع بملايين الدولارات، الأمر الذي ينعش السوق العقارية من خلال تزايد الطلب على الوحدات العقارية، وأستطيع القول إن السوق العقارية بدأت في النمو بشكل واضح، الأمر الذي بدا واضحا من خلال تحرك العديد من الشركات وارتفاع حجم الطلب خلال الأيام القليلة الماضية منذ الثاني من ديسمبر حتى اليوم».
وأشار العمادي إلى وجود خطة تنموية شاملة سبق وضعها استضافة قطر لمونديال 2022، ولكن فكرة استضافة كأس العالم سرّعت من هذا النمو، وهو الأمر الذي رأيناه قبل شهر ديسمبر، حيث رأينا الإعلان عن خطة تنفيذ القطار ومطار الدوحة الجديد وغيرها من الخطط التنموية، وأضف إلى ذلك المنشآت الرياضية التي سيتم إنشاؤها كالملاعب وغيرها من تنمية القطاع الصحي.

استثمارات داخل الحدود
وحول استثمارات شركة العمادي، قال الرئيس التنفيذي إن الشركة ليس لديها أي نوايا أو خططا للاستثمار في خارج دولة قطر، وإنما ينصب اهتمامها على السوق المحلية القطرية لما تتمتع به من قوة ونشاط يدفعان إلى إنشاء العديد من المشاريع سواء العقارية أو خلافها، وأضاف أن هذه السياسة ليست وليدة، وإنما منذ تأسيس الشركة وهي تعتمد على الإنشاء والتطوير في القطاع المحلي.
وعن المشاريع التي تعمل على تنفيذها الشركة في الوقت الحالي، قال إن «العمادي» تعمل حاليا على إنشاء مجمع ضخم يضم عشرات المطاعم، وإنشاء مكتبة ضخمة بمنطقة المرخية على مساحة 50 ألف متر مربع، بالإضافة إلى أراضي بمنطقة الوسيل سيتم تطويرها مع بداية العام المقبل والبناء عليها بشكل متنوع ما بين وحدات سكنية ومكاتب إدارية.
وحول حجم المشاريع قيد التنفيذ، قال محمد العمادي إن الشركة لديها اليوم مشاريع تزيد قيمتها عن 700 مليون ريال، وهي جميعها مشاريع بدأت في تنفيذها الشركة منذ فترة، مضيفا: «كما لدينا عدد آخر من المشاريع الضخمة التي هي اليوم في مرحلة التخطيط والدراسة، وسوف يتم الإعلان عنها على مراحل متفاوتة من العام المقبل 2011».

الإيجارات في ميزان العمادي
وتوصيفا للسوق العقارية اليوم قال: «نحن نطمئن الجميع أن أزمة الإيجارات التي شهدتها الدوحة في فترات سابقة لن تعود مرة أخرى ولن تكرر أبدا، لأن ارتفاع حجم الطلب صاحبه ارتفاع بشكل أكبر في حجم المعروض، الأمر الذي انعكس على استقرار الإيجارات عند مستوى مرضي لجميع الأطراف، وإن تخوُّف البعض من ارتفاع الإيجارات مع فوز دولة قطر بالمونديال هو تخوف لا أساس له، حيث نشهد اليوم العديد من الشركات العقارية سواء عامة أو خاصة تطرح العديد من المنتجات العقارية السكنية التي تساهم بشكل فعال في تلبية حجم الطلب، الأمر الذي أحدث نوعا من التوازن في السوق».
وأضاف: «الغلاء الفاحش الذي شهدته الدوحة في أعوام 2006 و2007 و2008 لن يتكرر، الأمر الذي ينعكس بالطبع على جودة الخدمات العقارية المطروحة، حيث نرى اليوم اندثار ظاهرة تقسيم المساكن إلى مساحات صغيرة، وتوجه المستأجر إلى البحث عن مسكن ذي مساحة أكبر وكماليات أكثر رفاهية وبسعر أيضا مناسب، وأكد في هذه النقطة أن السعر اليوم أيضا يرضي الملاك وغير جائر بالنسبة لهم».
وحول ارتفاع حجم الطلب على المساكن خلال الفترات المقبلة وما يقابل ذلك من معروض، قال: «من اليوم نشهد زيادة في حجم الطلب على المساكن بفعل الشركات التي سوف تبدأ في تنفيذ المشاريع المتعلقة سواء بالمونديال أو غيرها، ولكن السوق اليوم ستسير وفق خطط مدروسة حول حجم الطلب وحجم المعروض، الأمر الذي يجنبه أي عثرات، خاصة أن الدوحة استفادت من تجربتها الماضية في هذا الأمر، وحتى المسؤولين في الدولة لن يسمحوا في الارتفاع غير المقبول في الإيجارات».
وأكد العمادي قوة القطاع العقاري في دولة قطر، مشيرا إلى أن الأزمة التي حدثت في السنوات الماضية كانت استثناء وغير طبيعية، ولكن طبيعة السوق في الأساس مستقرة، ووضع العقار في 2010 هو الوضع الطبيعي للعقار وكذلك مستوى الإيجارات حاليا، وما دفع الإيجارات إلى الارتفاع سابقا هو الارتفاع غير المبرر في أسعار الأراضي وهو ما أثر سلبا على السوق.
وحول آثار الأزمة المالية على القطاع العقاري، قال العمادي: «هذه الفترة مرت على السوق، ولكن بالطبع استفدنا منها بعض الدروس، وهي أن المطور العقاري عليه ألا يلجأ بقدر الإمكان إلى التمويل من البنوك، وأن يحاول الحد من الاعتماد على التمويل بنسبة لا تزيد عن %50 من قيمة العقاري، ولكن ما حدث خلال تلك الأزمة هو اعتماد بعض المطورين بنسبة قد تصل إلى %100 من حجم العقاري، وبالتالي كانت نسبة المخاطرة عالية للغالية، الأمر الذي ينعكس بالطبع على تعثر المستثمرين».
وأضاف: «نحن في شركة العمادي، وكذلك أغلب الشركات العقارية القطرية، ننتهج نهجا سليما فيما يخص التمويل حيث نعتمد على التمويل من البنوك بشكل جزئي، وللدولة دور في هذا الأمر إذ تعمل على ضبط السوق للمحافظة على حقوق المستثمرين والمودعين، وقد عادت البنوك لأخذ ضماناتها الكافية لاسترداد حقوقها للحفاظ على حقوق جميع الأطراف».
وعن حاجة السوق العقارية اليوم، قال الرئيس التنفيذي للعمادي للمشاريع إنها بحاجة أكبر إلى المحلات التجارية والإدارية أكثر من حاجتها إلى الوحدات السكنية، في حين أنها سوف تحتاج خلال الفترات المقبلة إلى الوحدات السكنية مع تزايد حجم الاستثمار في قطر، مشيرا إلى أن السوق اليوم في حالة أشبه بالسلام، وهي التوازن بين ما هو معروض ومطلوب.

دعم القطاع الرياضي
أكد العمادي أن الشركة منذ إنشائها وحتى اليوم وضعت سياسة معينة هي مشاركة المجتمع ودعمه بكافة السبل والطرق، وقد رأت الشركة أن القطاع الرياضي أحد القطاعات في الدولة، مضيفا: «نحن بمشاركتنا في رعاية بعض البطولات الرياضة وعلى سبيل المثال كوننا راعيا ذهبيا لبطولة كأس سمو الأمير لكرة القدم، نؤدي مجرد رد جميل لحضرة صاحب السمو على دعمه المتواصل لجميع القطاعات، ونحن لدينا ميزانية مخصصة لدعم جميع الألعاب الرياضية من بينها كرة القدم والكرة الطائرة والسنوكر وغيرها، حيث يهمنا أن يشغل شبابنا وقته بالرياضة بديلا عن توجهه إلى طرق أخرى قد تضر به، إضافة إلى كون الرياضة عبارة عن إنجازات ترفع اسم الدولة عاليا وتنعكس علينا كمستثمرين داخل هذا المجتمع».
وأضاف: «ونحن نعده شرفا لنا أن نشارك في دعم أكبر البطولات الرياضية التي يكلل بها الموسم الرياضي، ككأس سمو الأمير، كما نحاول أيضا أن نتواجد مع القطاع التعليمي، وبعض الأحداث العامة التي تأخذ مجراها في قطر نحاول أن نتواجد ونشارك بها وندعمها بقدر الإمكان».


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق