الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

«كونستركشون نيوز» تحث الشركات البريطانية للاستفادة من مشاريع مونديال 2022

شركة معلوماتية تستعد لإطلاق قاعدة بيانات بالمشاريع في قطر
«كونستركشون نيوز» تحث الشركات البريطانية للاستفادة من مشاريع مونديال 2022

2010-12-14 
لندن - نور النعيمي  
حثت مجلة أخبار البناء «كونستركشون نيوز» البريطانية المتخصصة، شركات المقاولات والإنشاءات في المملكة المتحدة للدخول إلى السوق القطرية التي يتوقع أن تشهد فورة في مجال البناء والإنشاءات خلال العقد القادم بعد منح دولة قطر شرف تنظيم مونديال كأس العالم لعام 2022. وقالت المجلة الأسبوعية في تقرير مفصل نشر في عددها الأخير، إن دولة قطر ستكون بمثابة ورشة عمل كبيرة خلال الخمسة عشرة سنة المقبلة، حيث يتوقع أن يصل حجم الإنفاق الحكومي على مرافق البنية التحتية 100 مليار دولار نحو (64 مليار جنيه إسترليني).


وأشارت المجلة التي تقدم خدماتها إلى أكثر من 350 ألف عميل في بريطانيا وخارجها، إلى أنه بالإضافة إلى الملاعب، هناك خطط لإنشاء شبكة السكك الحديدية ومطار دولي جديد، وميناء عميق، فضلا عن شبكة من الطرق السريعة تربط العاصمة الدوحة بالأجزاء الشمالية للبلاد.
من جانب آخر، قال السير آندرو كوهان، الرئيس التنفيذي للهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار، وهي هيئة حكومية تعمل من أجل ضمان حصول شركات المملكة المتحدة على أفضل الفرص الاستثمارية في الأسواق العالمية، إن الهيئة بدورها تحث الشركات البريطانية على تقديم عطاءاتها للمشاريع التي سيتم الإعلان عنها في دولة قطر.
وأضاف كوهان أن الشركات في المملكة المتحدة لديها بالفعل الخبرة لبناء المنشآت الرياضية ذات المواصفات العالمية، منوها بأن اللجنة الأولمبية القطرية أبدت إعجابها بأساليب البناء والتشييد المعتمدة في منشآت أولمبياد لندن, التي قاربت في مجملها على الانتهاء, وتستعد لاستضافة الحدث العالمي في صيف عام 2012. وقالت مجلة «كونستركشون نيوز» إن من الخطأ القول إن الوقت ما زال مبكرا على دخول السوق القطرية، إذ إن بعض الشركات استطاعت أن تجد لها موطئ قدم بالفعل في قطر، وإن العمل على بعض الملاعب والمنشآت يجري من الآن وعلى قدم وساق. وأشارت المجلة في تقريرها المفصل، إلى ملعب رياضي تجريبي من تصميم شركة «أروب» البريطانية يسع 500 مقعد، الذي بني لإثبات أن ملاعب كرة القدم يمكن أن تستخدم تكنولوجيا الطاقة الشمسية لتبريد الملاعب, ما يخفض مساهمتها في انبعاثات الكربون إلى الصفر. وقالت النشرة إن هذه الخاصية الأخيرة كانت نقطة مفصلية في ترجيح الملف القطري في تصويت الفيفا مطلع الشهر الجاري، وبالتالي على شركات البناء والإنشاء الراغبة في دخول السوق القطرية أخذ هذه الخاصية في اعتبارهم.
وقال نيك ميريدو، المدير العام لشركة «أروب»: «قطر تستعد الآن للتحول إلى مركز دولي للتفوق الرياضي، والفوز باستضافة مونديال 2022، يعطيها الفرصة مرة واحدة في العمر، لتصبح لاعبا عالميا في مجال استضافة الأحداث الرياضية من هذا المستوى».

حضور في المنطقة
وذكر التقرير أن المقاولين في المملكة المتحدة كان لهم حضور تقليدي في أسواق الدول المجاورة كأبوظبي ودبي، مشيراً إلى شركات «بلفور بيتي» و «لينج أورورك» و «كاريليون بروكفيلد» التي لديها أنشطة في المنطقة، مضيفة أن لدى هذه الشركات الآن قدرة كبيرة على اختبار السوق القطرية لتوسيع نطاق عملياتها. وأضاف ميريدو: «يتعين على الشركات النظر في إذا ما كان القطريون يرغبون في الاستفادة من كأس العالم... وباعتبار اقتصادها واحدا من الاقتصادات الأسرع نموا في العالم، لا ينبغي الاستهانة بطموح قطر». وتابع: «منطقة الخليج تتوافر على ثروة من الفرص المحتملة للأعمال التجارية في المملكة المتحدة، وبالتالي فإن قطاع البنية التحتية الرياضية سيشهد طفرة غير مسبوقة». ورأت مجلة «كونستركشون نيوز» أن مفتاح الفوز في العمل في قطر يكمن في إقامة شبكة من العلاقات الجيدة تشمل الشركاء المحليين المحتملين.
ويوضح ميريدو: «أنت بحاجة إلى إقامة علاقة مع مجالس الإدارة في الشركات الكبيرة, أساسها الثقة المتبادلة، فقد اتخذت شركات مثل «أروب» و «هالكرو» وقتا طويلا لإثبات وجودها».

خطوات متقدمة
ومنذ عام 2009، قرر عملاق الإنشاءات البريطاني «كاريلون» إجراء محادثات لدخول السوق القطرية مع مطلع العام الحالي، وذلك مع استقرار أعمالها وأنشطتها الاستثمارية في منطقة الخليج ودبي.
وقالت المجموعة البريطانية العاملة في مجال الإنشاءات والهندسة المدنية في حينها، إن دخولها إلى السوق القطرية يسهم في تعزيز مكانتها بالشرق الأوسط والخليج, نظرا للتوسع الكبير الذي شهدته السوق القطرية, الذي بات مثار اهتمام وجذب الشركات العالمية الكبرى.
وتركز عمليات الشركة الآن على أربعة قطاعات: هي التشييد وخدمات الأعمال والبنية التحتية وإقامة نطاق مشروعات التشييد التي تضم الطرق والمستشفيات, وتقديم خدمات إدارة المنشآت. 
وتنشط المجموعة في قطاعات مختارة من الأسواق في المملكة المتحدة وكندا.
وفي الشرق الأوسط أبرمت «كاريلون» عقدا لبناء مبنى جديد للبرلمان في سلطنة عُمان بقيمة 275 مليون جنيه إسترليني.

الاستشارات الهندسية
وشددت المجلة في تقريرها على أن شركات الاستشارات الهندسية ستكون في طليعة الشركات الراغبة في الاستفادة من الفرصة القطرية، لاسيما أن هذا القطاع يتمتع بسمعة طيبة على المستوى العالمي.
وتوقع نيلسون أوغنشاكين، الرئيس التنفيذي لرابطة الاستشاريين الهندسيين البريطانية، أن تحرز الشركات البريطانية قصب السبق في هذا المضمار في المشاريع القطرية.
وتابع: «لدى شركات الاستشارات الهندسية في المملكة المتحدة خبرة واسعة النطاق في تقديم المشورة لإنشاءات المرافق الرياضية ذات المواصفات العالمية... أنا واثق من أن صناعتنا ستكون قادرة على تقديم مساهمة كبيرة».
ونوه أوغنشاكين بمشروع ملعب لوسيل في مدينة ضيعان الذي صممته شركة «فوستر» للهندسة المعمارية وشركاؤها، والذي استلهم مختلف عناصر التراث القطري بما في ذلك الشراع التقليدي, وسيكون بمثابة نموذج مستقبلي للملاعب الرياضية في سائر دول المنطقة.
وتم تصميمه بحيث يمكن تفكيك سقفه, وهو أحد المنشآت الـ(12) التي سيتم فيها استخدام تقنيات التبريد الصديقة للبيئة, مما يهيئ ظروفاً مناخية مثلى لهذه الملاعب بدرجة حرارة تبلغ 27 درجة مئوية. كما أن موقع الملعب سيتيح للظل الانتشار في جميع أنحائه.
وكغيره من الملاعب القطرية المقترحة، فإن ملعب لوسيل سيكون له محطة مترو خاصة به، وستكون مرتبطة مع الطرقات السريعة الرئيسية في قطر وخطوط الحافلات لتأمين وصول الجماهير إلى الملاعب بسهولة ويسر.
وبحكم مرونة هيكله، سيكون الملعب قادراً على استضافة العديد من الأحداث والفعاليات الرياضية والثقافية والاجتماعية في قطر بعد عام 2022. هذا, وستنطلق أعمال بناء ملعب لوسيل عام 2015، ومن المتوقع الانتهاء من تشيده عام 2019 وسيحتفظ بكامل طاقته الاستيعابية بعد 2022.
وسيتم الانتهاء من جميع الملاعب الـ12 التي اقترحتها قطر لمونديال 2022 بحلول عام 2020, وستكون جزءا من الأربعة مليارات دولار التي سترصد لتشييد هذه الملاعب.

خدمات فورية
من جانب آخر قالت خدمة «بلدنغ ريجيستير» التفاعلية المخصصة لتقديم الخدمات الإعلامية للشركات العقارية والإنشائية في بريطانيا، إنها بصدد إطلاق قاعدة بيانات متخصصة بالمشاريع في دولة قطر، ما يتيح لشركات الإنشاء البريطانية فرصة الاطلاع على أخبار المناقصات والعطاءات في دولة قطر، فضلا عن التحقق من العملاء والمقاولين والسلطات المحلية. كما خصصت النشرة خدمة للتزويد بالمعلومات عن المشاريع في قطر عبر الهاتف، تعمل على مدار الساعة, لتضاف إلى خدماتها على شبكة الإنترنت.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق