الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

«ميد»: مونديال 2022 بداية لمشاريع هائلة في قطر

تقدر تكلفتها الإجمالية بنحو 60 مليار دولار
«ميد»: مونديال 2022 بداية لمشاريع هائلة في قطر

2010-12-14 
الدوحة - العرب  
كشفت مجلة «ميد» البريطانية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية بمنطقة الشرق الأوسط في تقريرها لهذا الأسبوع، عن إطلاق قطر العنان لثورة إنشائية استثنائية بتكلفة إجمالية تصل إلى 60 مليار دولار أميركي، إثر نجاح عرضها المقدم للفيفا بالفوز في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم «فيفا» 2022.
وفي تحليل مفصل لها عن وقع فوز قطر بتنظيم هذه البطولة على الدولة نفسها، قدرت «ميد» أن مشاريع هائلة مخطط لها مسبقا، تتراوح كلفتها بين 55 و 60 مليار دولار أميركي ستنطلق قريبا.
وكشفت عن خطة تبلغ كلفتها الإجمالية 4 مليارات دولار أميركي لتشييد 9 ملاعب كرة قدم جديدة متطورة وصديقة للبيئة، وتوسيع 3 ملاعب موجودة من قبل، كما تتضمن الخطة بناء ملعب «مدينة لوسيل» بطاقة استيعابية تصل إلى 86 ألف متفرج وهو الذي سيستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية من البطولة، فضلا عن ملاعب جديدة أخرى هي: الوكرة، والخور، وملعب «المدينة التعليمية»، و «المدينة الرياضية»، و «ملعب الشمال»، و «ملعب ميناء الدوحة»، و «ملعب جامعة قطر»، و «ملعب أم صلال»، وسيتم تطوير ملاعب «الريان»، و «الغرافة»، و «استاد خليفة الدولي» الموجودة من قبل وتوسيع طاقتها الاستيعابية.
وستقوم قطر بحلول عام 2022 ببناء أكثر من 80 ألف غرفة فندقية جديدة، منها 10 آلاف إلى 15 ألف غرفة ستكون جاهزة بنهاية عام 2010. وتأتي هذه الإنجازات ردا عمليا من قطر على شروط الفيفا القاضية بأن يتمتع البلد المضيف بقدرة فندقية تبلغ 60 ألف غرفة فندقية، وقد أعربت الدوحة عن عزمها تشييد 80 أو 90 ألف غرفة بحلول 2022.
كما كشفت عن برنامج بتكلفة إجمالية تصل إلى 20 مليار دولار أميركي لتحسين وتوسيع شبكة الطرق في البلاد، ويتضمن تخصيص 687 مليون دولار أميركي لإنشاء طريق لوسيل السريع، وطريق الدوحة السريع، وطريق دخان السريع، ومعبر خليج الدوحة.
وتم تخصيص 25 مليار دولار أميركي لتغطية مشروع مترو الدوحة، وهو شبكة مترو عالي السرعة تصل «مطار الدوحة الدولي الجديد» بمركز «سيتي سنتر الدوحة»، وهو جزء من الشبكة الخليجية المقترحة التي تربط قطر بالبحرين، إضافة إلى خط حديدي للشحن يربط بين دول مجلس التعاون الخليجي على نحو أوسع.
وتم رصد مبلغ 4 مليارات دولار أميركي لإنشاء «جسر صداقة قطر والبحرين» الثابت بطول 45 كم بين البلدين، والذي سينطلق العمل فيه بحلول يونيو القادم. ويشكل هذا الجسر عاملا مهما لاستضافة بطولة كأس العالم كما ورد في تقرير التقييم الصادر عن الفيفا، الذي أعطى مخطط الاستضافة زخما جديدا للأمام.
وعلّق أندرو روسكو محلل قطاع الإنشاءات في «ميد»: «ستشكل باقة المشاريع المعدة لنهائيات كأس العالم دفعة قوية تصب في مصلحة المنطقة والاقتصاد القطري الذي سيتسنى له تنويع موارده بعيدا عن اعتماده على عوائد النفط والغاز. وقد جرى التخطيط لتنفيذ مشاريع تقارب قيمتها 60 مليار دولار، الأمر الذي بات محتما حدوثه عقب نجاح ملف قطر لاستضافة هذه التظاهرة العالمية المهمة، معطيا قطاع المشاريع الذي بلغ ذروته في البلاد دفعة قوية لعشر سنوات قادمة».
وعلق ريتشارد تومبسون المحرر في مجلة «ميد»: استطاعت قطر أن تحقق إنجازا مذهلا قياسا إلى المساحة الصغيرة التي تشغلها على خارطة العالم، كما سيرسخ هذا الحدث مكانة قطر والمنطقة بأسرها كوجهة مهمة لنشاطات الأعمال والأحداث الرياضية العالمية المهمة على مستوى العالم.
وأضاف تومبسون: «يتعين على النقاد الرياضيين الذين يدعون افتقار هذه المنطقة إلى مستوى عال من عشاق كرة القدم، أن يأخذوا باعتبارهم دول المنطقة مثل قطر، والسعودية (30 مليون نسمة)، والعراق (30 مليون)، وإيران (70 مليون)، ومصر (77 مليون) والتي تحتضن جميعها الملايين من عشاق هذه الرياضة العالمية. وانطلاقا من هذه المعطيات فإن نهائيات كأس العالم 2022 في قطر ستحتضن مزيدا من محبي ومشجعي كرة القدم بما قد يفوق نهائيات روسيا عام 2018».
وأضاف: «إنه لأمر ضروري أن تولي الدوحة الانتباه لأدق التفاصيل فيما يخص استضافة كأس العالم والتي ستظهر لنا جميعا جلية فيما بعد. لقد استطاعت قطر بفضل جهودها ومقوماتها أن تقتنص فرصة فريدة لن تتيح لها تطوير بنيتها التحتية الأساسية فحسب، بل ستكفل لها الارتقاء بالبيئة الاجتماعية والاقتصادية والتشريعية في البلاد، وهو ما سيمهد الطريق أمامها لتحقيق اقتصاد مستدام ومتنوع سيكون نموذجا يحتذى به في بقية بلدان المنطقة».
وتم تسليط الضوء على مجمل الفرص والتحديات التي تفرضها استضافة قطر لكأس العالم 2022 من خلال «مؤتمر ميد لمشاريع قطر» السنوي المنعقد خلال الفترة 8 - 9 فبراير في الدوحة، وسيقدم المؤتمر عرضا وافيا سيوجزه عبدالله الذوادي المدير التنفيذي لملف قطر لاستضافة مونديال 2022، الذي سيلقي الضوء على خطط قطر الضخمة المتمثلة في إعداد وبناء البنية التحتية اللازمة لاستضافة أكثر الأحداث الرياضية الشعبية في العالم.
ويشار إلى أن «مؤتمر ميد لمشاريع قطر2011» سيشهد مشاركة ما يزيد على 350 مندوبا عالميا وإقليميا وأكثر من 40 متحدثا خبيرا، إلى جانب أصحاب المصلحة وصناع القرار في قطاع الطاقة وغيره من القطاعات في قطر. وسيناقش المؤتمر مجموعة من القضايا المهمة، بما يشمل المشهد الاقتصادي والمالي، وخطط أسواق الطاقة للمنبع والمصب، والبنية التحتية للطاقة والمياه، والخطة الوطنية الرئيسية «رؤية قطر 2030»، فضلا عن النقل، وخطط التنمية الاجتماعية، والرعاية الصحية، والرياضة، والعقارات، والتخطيط العمراني، وفرص الاستثمار الصناعي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق