الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

قطر تزهو بإنجاز جديد.. إنتاج 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً

البلاد تحتفل غداً بتحقيق رؤية الأمير
قطر تزهو بإنجاز جديد.. إنتاج 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً

2010-12-13 
الدوحة - QNA  
تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى تحتفل دولة قطر غدا الاثنين بتحقيق رؤية سمو الأمير المفدى بالوصول بإنتاج البلاد إلى 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا؛ لتحتل قطر بذلك المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الغاز الطبيعي المسال. 
ويقام بهذه المناسبة احتفال كبير بمدينة راس لفان الصناعية يحضره أكثر من 1200 مدعو من الضيوف ممثلي الشركات العالمية الكبرى العاملة في قطاع الطاقة وشركاء "قطر للبترول" وكبار مسؤولي البنوك التي مولت مشروعات الطاقة في قطر وكبار المسؤولين العالميين في قطاع التسويق إضافة إلى أكثر من 150 من الإعلاميين والصحافيين من مختلف أرجاء العالم.
ويساهم هذا الإنجاز الكبير بدعم الأركان الأربعة التي تقوم عليها رؤية قطر الوطنية 2030 للتنمية المستدامة والهادفة إلى بناء مجتمع يقوم على المعرفة ويرتكز إلى أسس التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية والبيئية.
ومن خلال انتشار عالمي يغطي 23 دولة في أربع قارات نجحت دولة قطر في تحقيق هذا الإنجاز الاستثنائي من خلال اعتماد وتطوير تقنيات مبتكرة أسهمت في التقليل من استخدام الطاقة في كامل مراحل إنتاج الغاز الطبيعي المسال والتخفيف من آثاره البيئية، كما تفخر قطر بقدرتها على وصول إنتاجها بكل كفاءة وأمان إلى الأسواق العالمية التي تحتاج إلى مصدر نظيف للطاقة. 
وتتبلور أهمية وصول إنتاج قطر إلى 77 مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال في سياق تطبيق الدولة لرؤيتها الاقتصادية القائمة على الاستغلال الأمثل لموارد البلاد، حيث يمثل الوصول بالطاقة الإنتاجية إلى هذا المستوى إنجازا عظيما لدولة قطر لكونه يساهم في رسم الآفاق المستقبلية للبلاد وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. وتضطلع شركتا «قطر غاز» وراس لفان للغاز الطبيعي المسال المحدودة «رأس غاز» بهذا الكم الهائل من الإنتاج السنوي من الغاز الطبيعي المسال عبر تشغيلها لخطوط إنتاجها والتي تمت على مراحل، حيث سيصل إنتاج شركة «قطر غاز» في نهاية العام الجاري إلى 42 مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال، فيما يصل الإنتاج الكلي لشركة «راس غاز» إلى 36.3 مليون طن سنويا.

جذور التأسيس
تأسست شركة «قطر غاز» في عام 1984 وتمتلكها كل من «قطر للبترول» بنسبة %65 و «توتال» الفرنسية بنسبة %20 و «إكسون موبيل» الأميركية بنسبة %10 و «ميتسوي» اليابانية بنسبة %2.5 و «ماروبيني» اليابانية بنسبة %2.5.
وتصدر شركة «قطر غاز» الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق العالمية في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية، وتعتبر اليابان من أوائل المشترين للغاز القطري الطبيعي المسال منذ بداية مشروع «قطر غاز1» الذي بدأ إنتاج 6 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال، وتم تحديث هذه المنشآت في 2005 من خلال مشروع التوسعة حيث وصلت الطاقة الإنتاجية الجديدة إلى 10 ملايين طن في السنة من هذا المشروع.
ويعتبر مشروع «قطر غاز2» الذي بدأ إنتاجه العام الماضي أكبر مشروع متكامل القيمة للغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم ويشتمل على خطي إنتاج تبلغ القدرة الإنتاجية لكل خط 7.8 مليون طن في السنة من الغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى 0.85 مليون طن في السنة من غاز البترول المسال و140 ألف برميل يوميا من المكثفات ومرافق لتوليد الطاقة وأنظمة حقن المياه، بالإضافة إلى محطة الاستقبال في ساوث هوك ببريطانيا وهي أكبر محطة في أوروبا لاستقبال الغاز الطبيعي المسال.
ويساهم في خط الإنتاج الرابع التابع لـ «قطر غاز2» «قطر للبترول» بنسبة %70 و «إكسون موبيل» بنسبة %30 في حين يساهم في خط الإنتاج الخامس التابع أيضاً لـ «قطر غاز2» كل من «قطر للبترول» بنسبة %65 و «إكسون موبيل» بنسبة %18.3 و «توتال» بنسبة %16.7.
وكانت شركة «قطر غاز» قد أعلنت عن بدء إنتاج الغاز الطبيعي المسال من خط الإنتاج السادس التابع لـ «قطر غاز3» الذي تبلغ طاقته الإنتاجية السنوية 7.8 مليون طن سنويا في الأول من نوفمبر الماضي.
وسيصدر خط الإنتاج السادس الغاز الطبيعي المسال بصفة غالبة إلى محطة الاستقبال بخليج المكسيك في الولايات المتحدة الأميركية، وعندما تصل طاقته الإنتاجية القصوى سيوفر هذا الخط نحو بليون قدم مكعبة من الغاز لمدة 25 سنة لسوق الولايات المتحدة.
ويعتبر مشروع «قطر غاز3» شراكة بين «قطر للبترول» بنسبة %68.5 و «كونوكو فيلبس» بنسبة %30 و «متسوي» وشركاها المحدودة بنسبة %1.5.
وفي سياق استكمال شركة «قطر غاز» لكافة مشاريعها في مجال تسييل الغاز سيدخل خط الإنتاج السابع لمشروع «قطرغاز4» الخدمة في نهاية العام الحالي بطاقة إنتاجية 7.8 مليون طن سنويا، وستقوم شركة «قطر غاز» بتشغيله نيابة عن المساهمين فيه وهما «قطر للبترول» وشركة «شل»، حيث إن الجزء الأكبر من عملية إنشاء «قطر غاز4» تسير وفقا للجدول الزمني المخطط له ليبدأ إنتاج الغاز الطبيعي المسال منه في أوائل العام القادم لتكتمل مع تشغيل هذا الخط كافة الخطوط الإنتاجية للشركة.

مساهمات أخرى
أما الشركة الأخرى التي تساهم مع شركة «قطر غاز» في تحقيق ريادة قطر العالمية على صعيد إنتاج الغاز الطبيعي المسال فهي «راس غاز» التي تأسست عام 1993 بين كل من «قطر للبترول» بنسبة %70 وشركة «إكسون موبيل» بنسبة %30.
وتقوم شركة «راس غاز» بتشغيل سبعة خطوط لإنتاج الغاز الطبيعي المسال لتنتج حوالي 36.3 مليون طن سنويا وذلك بعد تشغيل الخط السابع والأخير والذي أعلن عن بدء الإنتاج منه في فبراير الماضي بطاقة إنتاجية تبلغ 7.8 مليون طن سنويا.
وترتبط «راس غاز» باتفاقيات طويلة ومتوسطة الأمد مع 7 عملاء مختلفين هم شركة كوريا للغاز «كوغاز» والمؤسسة الصينية للبترول «سي بي سي تايوان» و «بترونت» الهندية و «ديستري غاز» الأوروبية و «إديسون» الإيطالية و «إنديسا جينيراسيون» الإسبانية و «آي دي أف للتجارة المحدودة» (التي تتألف من مجموعة شركات «إديسون» و «ديستري غاز» و «فلاكسيز») و «إكسون موبيل» الأميركية. وقد بدأت شركة «راس غاز» في إنتاج الغاز الطبيعي المسال عبر خطي إنتاج (1 و2) بطاقة إنتاجية تبلغ 3.3 مليون طن سنويا لكل خط في عام 1999، فيما افتتح خط الإنتاج الثالث للشركة الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 4.7 مليون طن سنويا في مارس من عام 2004 والذي وصف بأنه أحد أهم منجزات «قطر للبترول» التي قامت بتمويله %100.
أما خط الإنتاج الرابع لـ «راس غاز» فقد تم تدشينه في نوفمبر من عام 2005 بقدرة إنتاجية 4.7 مليون طن في العام، حيث تم تنفيذ عقد أعمال الهندسة والتوريد والإنشاء بالمرافق البرية في إطار مشترك من قبل شركة «وشيدوا» اليابانية و «ميتسوي» وشركائها و «سنامبروجيتي» الإيطالية و «المانع التجارية» القطرية.
وتولت شركة «جي. راي. ماكد يرموت» تنفيذ عقد المنصات البحرية وخطوط النقل.
وتم افتتاح خط الإنتاج الخامس التابع لشركة «راس غاز» في عام 2007 بطاقة إنتاجية تبلغ 4.7 مليون طن متري سنويا، حيث بدأ العمل في هذا الخط في 30 يونيو 2004 واستغرقت فترة التنفيذ الكاملة 27 شهرا و25 يوما، وبدأ إنتاج الغاز المسال بعد فترة 28 شهرا و22 يوما.
أما خط الإنتاج السادس فقد تم تدشينه في أكتوبر من العام الماضي بقدرة إنتاجية تبلغ 7.8 مليون طن سنوياً، حيث يشترك في هذا الخط مع «راس غاز» كل من «قطر للبترول» و «إكسون موبيل».
وأسهم تدشين الخط السادس في رفع الإنتاج الإجمالي لشركة «راس غاز» المحدودة ليصبح 28.5 مليون طن سنوياً، حيث تزامن تدشين هذا الخط مع مرور عشر سنوات على تصدير أول شحنة غاز طبيعي مسال التي كانت في أغسطس من عام 1999. وبعد استكمال شركة «راس غاز» لسلسة مشاريعها في مجال تسييل الغاز تعمل الشركة حاليا على إنجاز مشروع غاز برزان المخصص للاستهلاك المحلي من خلال إنتاج حوالي 1.8 مليار قدم مكعبة يوميا.

عقود
ويقدر إجمالي العقود الموقعة من قبل شركتي إنتاج الغاز المسال القطرية «قطر غاز» و «راس غاز» بحوالي 16 عقدا إلى 2012 لتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى عشر دول.
في حين يدخل بعض هذه العقود حيز التنفيذ عام 2011 فيما تسري بعض هذه العقود منذ عام 2002 وتستمر إلى 2012.
وتشمل قائمة الدول التي وقعت اتفاقيات مع قطر من أجل توريد الغاز المسال إلى 2012 كلا من اليابان وكوريا الجنوبية والهند وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا وتايوان والمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة. 
وقد أسهم اكتشاف حقل الشمال في عام 1971 والذي يبلغ احتياطي الغاز القابل للاستخراج منه ما يفوق الـ900 تريليون قدم مكعّبة في وصول إنتاج قطر لهذا الكم من الغاز الطبيعي المسال. 
ويمثل احتياطي الغاز الموجود في هذا الحقل الذي يعتبر أكبر حقل للغاز الحرّ في العالم نسبة %20 من احتياطي الغاز العالمي، وهو ما وضع دولة قطر في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث الاحتياطي بعد روسيا الاتحادية وإيران.
ويمتدّ الحقل على مساحة 6 آلاف كيلومتر مربع، وهذا ما جعله محور اهتمام الدولة التي بات هدفها الأساس استغلال الثروات الهائلة التي يكتنزها هذا الحقل للمضي قدماً في تطوير البلاد وازدهارها.
وفي سياق دعم وتعزيز صناعة الغاز الطبيعي المسال تأسست شركة قطر لنقل الغاز المحدودة «ناقلات» في عام 2004 كشركة مساهمة قطرية للنقل البحري برأسمال خمسة مليارات و600 مليون ريال وهي مملوكة بنسبة %50 للمؤسسين و%50 للقطاع الخاص. وتتمثل أنشطتها في امتلاك وتشغيل وإدارة ناقلات الغاز الطبيعي المسال وتقديم الخدمات البحرية للشركات العاملة في قطاع الطاقة بالدولة. 
وتمتلك شركة «ناقلات» حاليا 54 سفينة لنقل الغاز الطبيعي المسال المنتج من حقل الشمال بالدولة إلى الأسواق العالمية من بينها تسع سفن تقليدية تبلغ سعتها ما بين 154 إلى 145 ألف متر مكعب إضافة إلى 31 سفينة من طراز كيو- فليكس، حيث تبلغ سعتها ما بين 210 إلى 216 ألف متر مكعب فضلاً عن 14 سفينة من طراز كيو-ماكس التي تبلغ سعتها ما بين 263 إلى 266 ألف متر مكعب.
وتبرز أهمية سفن كيو-فليكس لكونها تزيد سعتها حوالي %50 عن سعة ناقلات الغاز الطبيعي المسال التقليدية، بل إن سعة كيو-ماكس العملاقة تزيد بأكثر من %80 عن سعة الناقلات التقليدية وتستهلك طاقة أقل بنسبة %40، حيث تُعد هذه السفن العملاقة أضخم ناقلات للغاز الطبيعي المسال في العالم وأكثرها تطوراً.

مراحل
يذكر أن الغاز الطبيعي المسال هو غاز طبيعي تم تبريده إلى 161 درجة مئوية تحت الصفر، ويتكون الغاز الطبيعي بشكل أساس من الميثان ونسب قليلة من هيدروكربونات أخرى مثل الإيثان والبروبان والبيوتان، كما يحتوي أيضاً على الماء وثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والأكسجين وبعض مركبات الكبريت، ويتم إزالة معظم هذه المركبات الإضافية خلال عملية الإسالة حيث يتكون الغاز المتبقي بشكل رئيس من الميثان وكميات قليلة فقط من هيدروكربونات أخرى.
وبشأن كيفية تكوين الغاز الطبيعي يرجع ذلك إلى أنه منذ ملايين السنين تحللت بقايا النباتات والحيوانات وشكلت طبقات سميكة، وتسمى هذه المواد المتحللة من النباتات والحيوانات بالمواد العضوية، ومع مرور الزمن تحولت التربة والطين إلى صخور غطت المواد العضوية وحصرتها تحت الصخر حيث تسبب الضغط والحرارة في تحويل بعض هذه المواد العضوية إلى فحم وبعضها إلى النفط (بترول) وبعضها إلى غاز طبيعي - فقاعات صغيرة من الغاز عديم الرائحة، ويعد الميثان هو المكون الأساس للغاز الطبيعي وهو عبارة عن غاز (أو مركب) يتكون من ذرة كربون وأربع ذرات هيدروجين.
ويتم فصل الغاز عن الغاز المكثف المصاحب له (هيدروكربونات ثقيلة سائلة) في منصة الإنتاج البحري، ويتم وضع المكثفات في حالة استقرار قبل نقل الغاز المعالج مع المكثفات المرتبطة به إلى الساحل من خلال خط أنابيب تحت سطح البحر، ويصبح هو الغاز المغذي لمصنع الغاز الطبيعي المسال البري.
وتكمن أهمية الغاز كمصدر للطاقة في سهولة نقله بالنسبة للدول التي يستخدم فيها الغاز في الأسواق المحلية أو تصديره للدول المجاورة، حيث يكون النقل من خلال خطوط الأنابيب وهو الخيار المستخدم لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى الأسواق الأوروبية، وكذلك نقل الغاز الكندي إلى أسواق الولايات المتحدة الأميركية؛ إلا أنه عند استحالة نقل الغاز من خلال خطوط الأنابيب كما هي الحال بالنسبة لدولة قطر حيث إن الأسواق الرئيسة على بعد آلاف الكيلومترات يعتبر إسالة الغاز هو الحل الأمثل للنقل.
وتتم عملية تسييل الغاز وتحويله إلى الغاز الطبيعي المسال من خلال وحدة المعالجة التي تسمى «خط الإنتاج» حيث إنه وخلال المرحلة الأولى من هذه العملية يتم تنقية الغاز من الشوائب - مركبات الكبريت - ثاني أكسيد الكربون والماء - على مراحل، وفيما بعد يتم تبريد الغاز بواسطة البروبان ليتم فصل الهيدروكربونات الثقيلة وتجزئته إلى غاز البترول المسال ومكثفات المصنع، حيث يقوم المبادل الحراري الرئيس في كل خط إنتاجي بتبريد الغاز إلى نحو 150 درجة تحت الصفر وذلك باستخدام نظام التبريد المختلط ويقوم بإسالته في هذه العملية. وفي النهاية وعند انخفاض الحرارة ووصولها إلى 162 درجة تحت الصفر، يتم إزالة النيتروجين ومن ثم يتم ضخ الغاز الطبيعي المسال لأحد صهاريج التخزين ويصبح جاهزاً لتحميله على ناقلات صممت خصيصاً لنقل الغاز الطبيعي المسال.
يذكر أنه عند وصول الغاز إلى جهة الاستيراد يتم نقل الغاز الطبيعي المسال عبر الساحل وإعادة «تغويزه» بمعنى إعادته إلى الحالة الغازية، من خلال إعادة تسخين الغاز الطبيعي المسال حتى يعود إلى حالته الغازية، ويرتبط مصنع إعادة «التغويز» بمرافق التخزين وخطوط الأنابيب، وبعدها يصبح الغاز معدا للتوزيع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق