الجمعة، 24 ديسمبر 2010

تقرير: المنفعة الاقتصادية لمونديال قطر تشمل شركات إقليمية


حراك واسع على مدار السنوات التي تسبق 2022
تقرير: المنفعة الاقتصادية لمونديال قطر تشمل شركات إقليمية
2010-12-24 
الدوحة - العرب 
قال تقرير متخصص إن الإنفاق الرأسمالي القطري سيلقى مزيدا من التعزيز عقب فوز الدوحة بشرف استضافة مونديال 2022.
وذكرت النشرة الاقتصادية الصادرة عن بنك «IBQ» أن الدوحة تعتزم إنفاق 100 مليار دولار أميركي، أي ما يوازي حوالي %87 من الناتج المحلي الإجمالي، على مشاريع البنية التحتية أو على مدى سنوات عدة قادمة، وبالتالي تحقيق النمو المستقبلي.
وقال التقرير إن هذا الإنفاق سيلقى دعما كبيرا نتيجة فوز قطر باستضافة كأس العالم 2022. وأوضح أن من شأن هذا الحدث أن يسرع من وتيرة تنفيذ المشاريع وفق أطر زمنية محددة وأن يوفر المزيد من المحفزات على تحقيق الرؤية الوطنية لقطر للعام 2030.

بحسب التقرير، يتوقع أن تستفيد كامل منطقة الخليج من ذلك، خاصة المقاولين الإقليميين والشركات والمؤسسات المالية.
وفي الثاني من ديسمبر الحالي، منح «فيفا» قطر حق استضافة كأس العالم 2022. وتعتبر هذه الكأس واحدة من أكثر الأحداث الرياضية التي تتنافس دول العالم على استضافتها. فمن ناحية، تجتذب كأس العالم المشجعين من كافة أنحاء العالم، إلى جانب اللاعبين والجسم الإداري والمنظمين والصحافيين، وتتابعها المليارات من حول العالم. ويقدّر أن كأس العالم التي استضافتها جنوب إفريقيا في عام 2010 قد استقطبت حوالي نصف مليون زائر، أي ما يعادل ثلث التعداد السكاني الحالي في قطر تقريبا. وستكون قطر أيضا أصغر اقتصاد يستضيف كأس العالم، ما يشير إلى أن هذا الحدث سيكون له تأثير كبير جدا نسبيا.

قطر تسير في برنامج
إنفاق حكومي كبير

قبل إعلان الفيفا، كانت قطر قد وضعت خطة لإنفاق 100 مليار دولار أميركي، أي حوالي %87 من الناتج المحلي الإجمالي -والذي يقدر في عام 2010 بالأسعار الجارية 115 مليار دولار- لإنشاء بنية تحتية أو تطوير البنية الحالية على مدى السنوات القليلة المقبلة. ويأتي هذا الإنفاق كجزء من الرؤية الوطنية الطموحة للبلاد في عام 2030 والتي تهدف إلى تحديث الدولة.
وكجزء من الخطة، ستنفق الحكومة أكثر من 40 مليار دولار على المشاريع، فيما ستتكفل هيئات حكومية مثل قطر للبترول بدفع ما تبقى. وتشكل المشاريع الضخمة جزءا مما ستتضمنه الخطة، خاصة في قطاعي النقل والإسكان. وتتضمن الخطة شبكة قطارات وقطارات أنفاق بقيمة 25 مليار دولار، كانت أصلا مدرجة لتنجز مع حلول عام 2025، رغم أن بعض أجزاء هذا المشروع كان مخططا لها أن تنجز قبل ذلك.
الناتج المحلي الإجمالي لقطر

كما أن قطر الآن في مرحلة متقدمة من المرحلة الأولى من مشروع بناء المطار الجديد الذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار، والمسمى مطار الدوحة الدولي الجديد‎، والذي سيحل لاحقا محل المطار الحالي. ومن المفترض أن تفتتح المرحلة الأولى من المشروع في أواخر عام 2011 أو بداية عام 2012، على أن يتم إنجاز المراحل اللاحقة ما بين عامي 2012 و2027. وسيكون لدى المطار الجديد عند اكتماله القدرة على خدمة 24 مليون مسافر سنويا.
ومن المشاريع البارزة الأخرى، مرفأ بحري بكلفة 7 مليارات دولار ومعبر بقيمة مليار دولار يربط المطار بمشاريع في الجزء الشمالي من الدوحة، كما سينفق مبلغ 20 مليار دولار إضافية لبناء الطرقات وتوسيعها. وإضافة لذلك، توجد حاليا عدة مشاريع للإسكان قيد الإنشاء, وهناك خطط لبدء المزيد منها لتأمين السكن لسكان قطر الذين يتزايدون بشكل هائل، إذ ازدادوا بنسبة %128 منذ عام 2004 (يبلغ تعداد السكان في قطر حاليا 1.7 مليون).
استضافة كأس العالم
تساعد قطر؟

من شأن استضافة كأس العالم قبل كل شيء أن تسرع من وتيرة تنفيذ المشاريع ووضع إطار زمني ثابت لها.
وكخطوة أولى، أعلن المسؤولون في قطر إطلاق عدد كبير من المشاريع يبلغ 200 مشروع في مناطق مختلفة مع بدء الربع الأول من عام 2011. وتعهد المسؤولون أيضا بأن التحضيرات لكأس العالم ستدفع مشاريع القطارات وقطارات الأنفاق قدما, وذلك من أجل التمكن من توفير خدمات المواصلات للأعداد المتدفقة من السياح. وإلى جانب ذلك، قد يحظى الجسر الذي يصل بين قطر والبحرين بالضوء الأخضر لبدء العمل به بعد أن شهد تأجيلات عدة منذ الإعلان عنه, وتصل تكلفة هذا المشروع إلى 4 مليارات دولار.
وفي حين كانت المشاريع قد خطط لها بشكل مستقل عن كأس العالم 2022، ستستفيد قطر أيضا من الإنفاق الإضافي على مشاريع سيتم تنفيذها فقط من أجل كأس العالم.
90 ألف غرفة فندقية

وستلقى قطر دعما غير متوقع من جهتين أساسيتين. فمن ناحية، ينص العرض المقدم على وجود 12 ملعباً جاهزا مع حلول عام 2022, وتبلغ تكلفة إنشاء هذه الملاعب 4 مليارات دولار، بما في ذلك ثلاثة قائمة حاليا سيتم توسيعها، وتسعة جديدة سيتم بناؤها حسب أحدث المواصفات بسعة 43.000 لكل منها على الأقل.
ومن جهة أخرى، تعتزم قطر بناء 90.000 غرفة فندقية إضافية. ورغم أن متطلبات الفيفا تفرض على قطر بناء 65 ألف غرفة فقط، فإن قطر قد تعهدت ببناء 25 ألف غرفة إضافية لضمان سد الحاجة من هذه الناحية.
وبالفعل، فإنه يجب عدم الاستهانة بالدعم الذي ستقدمه استضافة كأس العالم للاقتصاد القطري.

التأثيرات على
الاقتصاد القطري

وستستفيد قطر بشكل ملحوظ من الإنفاق المخطط له حاليا، ومن تأثير استضافة كأس العالم. وأول ما سينتج عن هذه الاستضافة هو استمرار النمو الاقتصادي في وقت كان فيه النمو السريع الذي أحدثه بناء القدرات الهائلة في قطاع الهيدروكربون في السنوات الأخيرة على وشك أن ينتهي. وسيساعد هذا البرنامج العريض للإنفاق على تنويع الاقتصاد بعيدا عن مجال الهيدروكربون، كما سيتمكن القطاع الخاص من لعب دور أكبر، مقلّصا بذلك إسهام الحكومة في الاقتصاد.
وسيساعد الاستثمار في البنية التحتية أيضا على التخلّص من بعض أوجه القصور التي تراكمت في مجالات عدة، وذلك لأن التوسع في البنية التحتية لم يتمكن من اللحاق بركب النمو السريع للاقتصاد أو للسكان.
وستعيد الاستثمارات الجديدة التوازن للاقتصاد وتساعد على تهيئة البيئة لمزيد من النمو في المستقبل.
ويبشر ذلك أيضا بالخير بالنسبة لخطط قطر في تعزيز السياحة لتصبح قطبا جاذبا في المنطقة.