الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

وبدأ العمل الجاد إلى 2022

خواطر تنموية
وبدأ العمل الجاد إلى 2022

2010-12-14 
عبدالله غانم العلي المعاضيد  
مبروك وألف ألف مبروك لقطر، للقيادة والشعب، للمواطن والمقيم، مبروك لكل العرب هذا الإنجاز التاريخي المشرف بنيل قطر شرف استضافة مونديال 2022، وشكرا لقيادتنا على هذا الدعم الكبير وغير المحدود لإنجاح هذه الغاية.
لم يكن قرار لجنة الفيفا بالتصويت لصالح قطر لشرف استضافة مونديال 2022 لكرة القدم قد جاء من فراغ، فبالنظر إلى تاريخ إنجازاتنا في إدارة الأحداث الكبرى كان لها أثر قوي في نيلنا هذا الشرف، بالإضافة إلى روعة تقديم ملف الاستضافة وهو الذي حسم الأمر لصالحنا. إن مشاركة القطاع الخاص للقطاع العام في إنجاح كافة الأحداث التي قمنا بتنظيمها كان مما قوى حظوظنا كذلك، وبذلك تكون دولة قطر أول دولة عربية وشرق أوسطية تتشرف باستضافة هذا الحدث الرياضي العالمي الكبير.
إن صناعة تنظيم الأحداث الكبيرة قد بدأنا بها منذ عام 1995 وقد اكتسب قطاع الأعمال في دولة قطر خلال الخمس عشرة سنة الماضية الكثير من الخبرات في التعامل مع هذه الأحداث والعمل تحت الضغوط وضمن جدول مواقيت محدد، وبذلك قامت على إثر هذا صناعات خدمية كثيرة تصب كلها في صالح إنجاح مثل هذه الأحداث، وإن فوائد ومزايا العمل على تنظيم هذه الأحداث لا يصب في صالح قطاع الأعمال المحلي فقط، إنما نرى امتداده للمنطقة بأسرها، فتخصيص مبلغ مئة مليار ريال ستصرف على البنية التحتية يعتبر حافزا قويا لقطاع الأعمال ليستعيد كافة نشاطاته السابقة قبل الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الراهنة، وأهم هذه القطاعات هو قطاع البناء والإنشاءات، حيث يعتبر من القطاعات القائدة في السوق المحلية، فقطاع البناء والإنشاء والتعمير وتجارة مواد البناء يقود خلفه عدة قطاعات مختلفة، كلها مؤهلة لأن تعود بقوة إلى نشاطها السابق، كما أن تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة سيؤثر بشكل كبير على أسعار الأصول كنتيجة لرغبة الكثير من المستثمرين والمحافظ وصناديق الاستثمار وصناديق التحوط في الاستفادة من النمو الكبير الذي سيصاحب الإعداد لاستضافة المونديال، وهذا ما بدا واضحا في الفترة الأخيرة من تغيرات كبيرة في مؤشر بورصة قطر، وكذلك في أسعار وأحجام التداولات العقارية.
وأما على صعيد الفوائد والمزايا التي ستطال الأفراد والمواطنين فإنني أعتبرها هي الأهم على الإطلاق من ناحية توافق الفرصة المثالية لتعزيز التنمية البشرية بكل أبعادها، فالفرصة مواتية الآن ولمدة إحدى عشرة سنة تقريبا أثناء التحضير لهذا الحدث الكبير ليتم خلق جيل من الشباب مؤهل ومدرب على الإدارة والقيادة والتنفيذ، يكون قد اكتسب مهاراته العملية بعد المهارات الأكاديمية من خلال المشاركة في التحضير وإدارة هذا الحدث من جميع النواحي الإدارية والتنظيمية والسياحية ومن الضيافة والإعلام حتى الأمن، فحري الآن بقطاع الأعمال ألا يغفل هذا الجانب التنموي المهم وأن يهتم بشبابنا وشاباتنا فهم ثروة قطر وكنزها الحقيقي، وهم الذين سيقودون الدفة خلال الثماني سنوات الفاصلة حتى مونديال 2022 لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 وهم من سيشاركون في وضع رؤية قطر 2050 إن شاء الله تعالى.
الآن وقد انطلقت صفارة بداية السباق، سباق مع الزمن وسباق مع النفس وسباق مع التحدي للإنجاز، الآن ونحن في مرحلة النشوة والفرحة بنيل شرف الاستضافة، يبدأ العمل والعمل الجاد من كافة قطاعات الدولة العام والخاص، لأن المسير طويل وشاق وصعب حتى قد يبدو مستحيلا، لكننا في قطر حظينا بقيادة لا تعرف المستحيل، ولنا فيها الأسوة الحسنة بركوب الصعاب حتى ننال المطالب العظام، والوعد 2022.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق