الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

الشيخة موزا: إنجاز المونديال أكد قدرة شبابنا على صنع التغيير

سموها تقترح إنشاء صندوق دولي للتعليم
الشيخة موزا: إنجاز المونديال أكد قدرة شبابنا على صنع التغيير

2010-12-09 
الدوحة - محمد عزام  
قالت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع: إن قطر مؤمنة بأن العمل يأتي قبل الكلام لا بعده.
وأضافت في الجلسة الختامية لأعمال الدورة الثانية لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"، أن قناعتنا التي تقوم عليها رؤيتنا تذكرني بمقولة بيكاسو: لنعمل أولاً ثم نتحدث فيما بعد".. وقالت: "تعلمنا درساً مهماً من خلال إنجاز ملف استضافة كأس العالم 2022 بأن شباب قطر -شباب العرب وشباب الكون- قادرون على صنع التغيير متى أعدوا الإعداد الجيد، وأعطوا الفرصة للمشاركة".
ووجهت صاحبة السمو شكرها لجميع المشاركين على الجهود المثمرة التي بذلوها خلال أيام المؤتمر الثلاثة. وقالت: "أغتنم هذه المناسبة لما أبديتموه من تفاعل إيجابي وإنساني لنجاح قطر في استضافة كأس العالم 2022".
وأضافت "بفضل جهودنا الجماعية أصبح مؤتمر الابتكار في التعليم لاعباً أساسياً في إحداث التغيير المطلوب لأجل عالم أفضل".
ورأت سموها أن استنهاض طاقات الوطن العربي الكامنة بإمكانها بعد وضعها في سياقها الاستراتيجي الضروري أن تجعل التعليم ليس هدفا فحسب، وإنما سبيلا استراتيجيا يفضي بنا إلى أن نكون لاعبين أساسيين في الساحة الدولية.
وأشارت إلى أن مؤتمر الابتكار في التعليم كانت له نقطة انطلاق، وقالت "أما خط الوصول فنحن جميعا من سيحدد زمنه".
وأعربت صاحبة السمو عن اعتقادها "بأنه لا نهاية للابتكار كما للكمال"، ورأت أن هذا المؤتمر سيظل مفتوحاً أمام المبادرات الخلاقة صانعاً وحاضناً لها".. وقالت سموها في هذا الصدد: إنه سرها كثيرا بالأمس نوعية المشاريع البحثية التي حظيت بالتكريم هذا العام وما تحمله من مضامين إنسانية وإبداعية وابتكارية.
وأكدت سموها أن المشاريع خير تجسيد لروح مبادرتنا جميعا، معبرة عن يقينها بأنها ستكون أساساً لتحقيق النقلة النوعية المطلوبة وطالبت برعاية هذه المشاريع خاصة من قبل قطاع العمل والأعمال الذي قالت: إن "عليه أن يحرص على الاستفادة من هذه المشاريع ويدرجها ضمن أولويات اهتماماته باعتبارها مشاريع جادة قابلة للتسويق والتطبيق والتعميم، وبذلك تتحقق مساهمة قطاع الأعمال ومن ثم نكون أكثر اتساماً بالواقعية والبراغماتية".
وأضافت سموها قائلة: "لعل ما يعزز قناعتي هذه ما خلصتم إليه من استنتاجات تمخضت عن مختلف الجلسات، وما لاحظته ولمسته عن كثب من خلال مشاركتي معكم في جلسة هذا الصباح التي خُصّصت للعلاقة بين مؤتمرنا والأهداف الإنمائية للألفية".
ونوهت بأنه من خلال النقاش المثمر والمعمق، والتساؤلات الكبرى التي طُرحت، والأفكار البناءة الصادرة عن خلفيات أكاديمية ومهنية وسياسية وثقافية متنوعة، ازداد يقين سموها أكثر من أي وقت مضى بأن مظلة (وايز) إذا ما استثمرناها الاستثمار الأمثل ستفضي ولا شك إلى فتح آفاق واسعة لتطوير التعليم النوعي وجعله في متناول أوسع القواعد البشرية.
وأعربت صاحبة السمو عن تطلعها بأن ينخرط المؤتمر أكثر فأكثر في تقديم البدائل والحلول لأهم الإشكالات والتحديات التربوية التي تواجهنا في أفق 2015، وأن يصبح (وايز) من بين مسارات تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وهدف التعليم للجميع، وأن يكون رافداً متدفقاً لتحقيق غايات تحالف الحضارات.
وخلصت سموها إلى القول "أتطلع أن تواصل بحوث (وايز) تقديم حلول واقعية للنهوض بالنظم التعليمية قاطبة محققة التعليم للجميع، مساهمة في اجتثاث آفة الأمية التي أعتبرها نشازا للقيم الفكرية والحضارية الإنسانية".
ميدالية ذهبية
وكان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، رئيس مؤتمر القمة للابتكار في التعليم (وايز) أعلن عن تأسيس جائزة مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز).
وقال في الجلسة الختامية لمؤتمر القمة: إن الجائزة مخصصة للاحتفاء بمن أسهموا في تطوير التعليم وعملوا من أجله، وكشف عن دعوة المرشحين للجائزة إلى الدوحة في 1 فبراير المقبل وفحص الترشيحات من لجنة مكونة من 15 عضوا؛ حيث يختار 5 محكمين دوليين الفائز بالجائزة.
وأشار إلى أن كافة المعلومات الخاصة بالجائزة ستتوفر على الموقع الإلكتروني؛ حيث سيعلن عن الفائز للمرة الأولى في قمة 2011 وسيحصل الفائز على ميدالية ذهبية بالإضافة إلى نصف مليون دولار.
وأوضح أن الجائزة تضع أسس المعايير الدولية للإنجاز في التعليم.
وأعلن عن عقد مؤتمر "وايز" المقبل في الدوحة في 1 و2و3 من نوفمبر 2011.
ووصف القمة بالمثيرة وقال: إن ردود الفعل ذكرت أن القمة أفضل من العام الماضي في الجلسة العامة وورش العمل، بالإضافة إلى التركيز على أصوات الدارسين؛ حيث نشر 19 طالبا من بلدان مختلفة تدوينات حول القمة وفعالياتها.
ودعا المشاركين والبالغ عددهم 1200 إلى تغيير النظم التعليمية في بلادهم للأفضل.
وأشار إلى أن القمة ستؤسس موقعا على شبكة الإنترنت لمنتدى "وايز" لتبادل التجارب التربوية؛ حيث يطلق الموقع مجموعة نشرات إلكترونية تتناول قضايا الابتكار في التعليم.
وفي نفس الجلسة تحدث البروفيسور جيفري ساكس، مدير معهد الأرض بجامعة كولومبيا ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة للأهداف الإنمائية للألفية في كلمة مباشرة عبر الأقمار الصناعية من مدينة نيويورك وقال: أهنئ قمة "وايز" على ريادتها ليس فقط في ميدان التعليم ولكن أيضا في ميدان الابتكار، وأود أن أعبر عن شديد امتناني لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، فقمة وايز تعمل على ربط التعليم والالتزام بالابتكار ومن خلال جلب التكنولوجيا التي تساعد على جعل الابتكار والعملية التعليمية أفضل وأسهل.
وأضاف ساكس أن من أهم الأهداف الإنمائية للألفية تعميم التعليم الأساسي من أجل العمل على وصول 100 مليون طفل إلى التعليم، وضمان التساوي بين الجنسين في كافة مستويات التعليم، كما أن كل الأهداف الأخرى للألفية تركز على التعليم باعتباره أساس كل شيء في هذا العالم، لافتا إلى أن التعليم محوري وجوهري في كل المجتمعات، وكل الدول تواجه مشكلة المساواة في التعليم.
وأشار إلى أنه بالنسبة للتحدي الذي ناقشته القمة عن الابتكار في التعليم فإن التعليم لا يكون فقط في مرحلة محددة من العمر ولكن الحياة كلها نمضيها في التعليم، فقد أكدت لنا الأبحاث أن صحة الطفل الجيدة وتغذيته الجيدة والبيئة التي يعيش فيها كلها أشياء ضرورية لتعزيز فرص الطفل في حياة جيدة، وذلك في السنوات الست الأولى، ومن ثم بعد ذلك يأتي التعليم بعد السنوات الست الأولى؛ حيث لا يمكن بدء العمل والحياة بشكل جيد من دون التعليم الأساسي، وكل طفل لا يتعلم يصبح عبئا على أهله، وفي عالم اليوم التعليم الأساسي لم يعد كافيا وأصبح التعليم الثانوي ضرورة فبدونه يصبح الفرد معاقا.
ولفت البروفيسور إلى ضرورة التركيز على تعليم الفتيات خاصة في مرحلة التعليم الثانوي وأيضا الجامعي في عدد من الدول المختلفة؛ وذلك حتى يستفيد الجميع من طاقة الأعداد الكبيرة من الفتيات التي سوف تندمج في التعليم، فحاليا إذا لم تصل لمرحلة التعليم الجامعي فستجد نفسك في قاعدة هرم المداخيل.
وتساءل جيفري ما هو دور وايز؟ وأجاب قائلا: يلعب دور الريادة في التنمية المستدامة وذلك من أجل أن نصبح مواطنين فاعلين ومؤثرين في الحياة، ونعيش حاليا في العصر الرقمي، ولهذا فإننا يمكننا أن نتواصل الآن رغم المسافات البعيدة، ففي إفريقيا في قرى صغيرة وعبر التكنولوجيا الرقمية أصبح بإمكان أطفال من إفريقيا حضور صفوف مع أقرانهم من ولاية كونيتيكيت في الولايات المتحدة الأميركية، ونحن في جامعة كولومبيا في كل يوم ثلاثاء لدينا صف عالمي؛ حيث يمكن للطلاب من أي مكان في العالم أن يدخلوا معنا الصف ونتبادل جميعا الخبرات والمعلومات رغم تباعد المسافات.
وتابع "قمة وايز هذا العام تلعب دور الريادة في إعطاء الاهتمام للتكنولوجيا والمناهج وللابتكار في التعليم، وكل الشركات الكبرى في التكنولوجيا في العالم التزمت بالعمل على توصيل الأطفال في قرى صغيرة في المناطق الفقيرة في العالم إلى أكبر المدن في العالم؛ لذا دعونا نواصل توصيل أطفالنا بالتعليم في عالم رقمي معولم.
وفي ختام كلمته قال جيفري ساكس: إن عملية تطوير التعليم ودعم الابتكار فيه لا تحتاج إلى مبالغ كبيرة فالشراكات الكبيرة يمكنها معالجة هذا الأمر، ونحن على قناعة أننا يمكننا أن نقوم بتأسيس صندوق كبير لتعميم التعليم وتمويل كل المبادرات التي تسعى لتعزيز تواجد الأطفال في التعليم الأساسي والثانوي، ولا بد أن أؤكد أن دور سمو الشيخة موزا بنت ناصر لا غنى عنه في عالم اليوم في مجال التعليم.
حلول مبتكرة
واستعرض المتحدثون في الجلسة، التي أدارها مايك باكير الصحافي المتخصص في مجال التعليم، عددا من الحلول المبتكرة لتطوير التعليم ومن بينها إدخال التكنولوجيا الحديثة، والتعلم بالوسائل التعاونية ومختلف وسائل الاتصال التي تساعد على التعلم عن بُعد والتفاعل بين الطلاب في مختلف دول العالم.
كما تطرق المتحدثون إلى أهمية الدور الذي تلعبه مبادرة "وايز" كوسيط في هذا الإطار، مؤكدين على أن الجهود المبذولة من جانب سمو الشيخة موزا بنت ناصر تمثل حافزا مهماً لتطوير العملية التعليمية والبحث العلمي.
وأشاد المتحدثون في هذا الصدد بالدور الذي تقوم به دولة قطر ومؤسسة قطر من أجل تطوير التعليم، مشيرين إلى ضرورة توافر شراكات ودعم مالي من أجل استمرار العملية التعليمية وتطويرها، فضلا عن تأهيل المدرسين بأحدث الوسائل التعليمية والطرق الحديثة للتعلم.
احتياجات ملحة
من جهتها، اعتبرت فيكي كولبيرت مديرة مؤسسة "سكولا نوفا فولفاموزا الاجنت" أن الاحتياجات باتت ملحة في العملية التعليمية ولا بد من البحث عن فرص لتطوير المجال التعليمي.
وأشارت إلى أن السياسات الوطنية أصبحت عاجزة عن تطوير العملية التعليمية والنهوض بها، معربة عن شكرها لدولة قطر ومؤسسة قطر على تنظيم هذا المؤتمر.
وأوضحت أن هذا المؤتمر يمثل محفزا للعملية التعليمية كونه يلعب دور الوسيط في هذا الإطار، ويبحث عن حلول عملية لتطوير العملية التعليمية، مؤكدة أن الحكومات وحدها لا يمكنها أن تلعب هذا الدور، وشددت على ضرورة إدخال تكنولوجيات جديدة ووسائل مبتكرة في المجال التعليمي.
أما مارتن بيرت وهو مدير تنفيذي في مؤسسة "باراجويا"، فأكد أن الموقع الجغرافي لقطر ممتاز لخدمة التواصل بين مختلف الشعوب، معربا عن أمله في أن تكون هذه المنصة بمثابة فضاء لشراكات جديدة في العملية التعليمية.
وحول إدخال التكنولوجيات الجديدة في العملية التعليمية، قال: إن إدخال البرمجيات في مجال التعليم يعد أمرا صعبا، مشددا على ضرورة أن يتم العمل على حماية الملكية الفكرية.
وأوضح أن مسألة تطوير التعليم لا تتوقف عند حد فرد أو جهة بعينها، مشيراً إلى أن هذا الأمر لا يكمن فقط في تأهيل المدرسين، لكنها متعلقة أيضا بالجيل الشاب.
أفكار مجنونة
بدوره، تطرق ستين لاو جورجينسن وهو مدير قطاع التنمية البشرية في البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى أهمية تمويل التعليم، مشيراً إلى أن هذا الأمر يمثل أزمة في مختلف دول العالم.
وأشار إلى أن الجلسة المخصصة لتمويل التعليم ناقشت الأزمات الموجودة في العديد من البلدان، معربا عن أمله في أن تتبع هذه الدول خطوات قطر الهادفة إلى عدم تخفيض ميزانيات التعليم.
واستعرض ستين عددا من المقترحات الخاصة بتمويل العملية التعليمية ومن بينها إصدار سندات للتعليم، مشيراً إلى أن الجلسة حظيت بمشاركة فاعلة من عدة قطاعات مختلفة.
وأوضح أن هناك "أفكارا مجنونة" طرحت خلال الجلسة، لكنها قد تصبح هي الأكثر عقلانية، مشيراً إلى أن الابتكار وتدريب المدرسين لا يمكن أن يكون مجديا إذا لم نفكر في جودة العمل وتحفيز المعلمين.
وقال: "نحن في البلدان العربية لمسنا اهتماما كبيرا بهذا العمل"، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن ما نحتاجه الآن هو أن نستفيد بكل التجارب في المجال التعليمي للنهوض بهذا المجال، وإعداد أفضل مدرسين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق