الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

البورصة تسجل أداء تاريخياً منتشية بنيل قطر شرف استضافة مونديال 2022

«بروة» في الواجهة.. و«الريان» و«صناعات» يفلحان بمقاومة التصحيح الجزئي
البورصة تسجل أداء تاريخياً منتشية بنيل قطر شرف استضافة مونديال 2022

2010-12-06 
الدوحة - العرب  
حققت البورصة أداء استثنائيا أمس، حين قفز مؤشرها بنحو %3.6 بالغا أعلى مستوياته منذ نحو 3 سنوات.
وترافق ذلك مع صعود أحجام التداول لنحو يزيد على المليار ريال، مما يؤكد تبدد حالة الترقب التي أصابت هذه السيولة خلال الأسبوع الماضي من جراء سيادة أجواء الحذر قبيل الإعلان عن نتائج التصويت لصالح الملفات المتقدمة لاستضافة مونديال 2022 والذي أسفر عن فوز قطر بذلك الشرف. على أن البوصة قللت من تلك المكاسب التي حققتها في الدقائق العشرين من بداية تعاملاتها، حين طلبت أسهم عدد من الشركات الكبرى عند الحد السعري الأعلى من دون وجود عروض، لكنها عادت لتواجه عمليات بيع لجني الأرباح بأخرى تستهدف بناء المراكز بطريقة هادئة وعقلانية. وبالإضافة لحالة التفاؤل والثقة بأداء الشركات قبيل نهاية العام المالي، فقد كانت شركات ذات صلة بقطاع الطاقة مرشحة لتحقيق ارتفاع مهم يوم أمس، إذ شهدت إجازة نهاية الأسبوع قفزة نوعية لأسعار النفط لما فوق مستوى 90 دولارا، مما يعزز من الآفاق الاقتصادية الوطنية. وبعد مرور 20 دقيقة على بدء التعاملات قفز المؤشر بواقع %7.6 بالغا مستوى 8900 نقطة، لكن إغراء ارتفاع الأسعار لمن قام بالشراء خلال الأسبوع الماضي مهد لعمليات تصحيح جزئية قلصت قوة الدفع التي حظيت بها السوق مطلع التعاملات. وتسلّط الاهتمام الإعلامي والاستثماري على البورصة القطرية بشكل لافت يوم أمس، لمعرفة ردة فعل السوق على نتائج تصويت المكتسب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم على هذه السوق الناشئة التي تحاكي التطورات الاقتصادية المسارعة. ونتيجة ارتفاع سقف التوقعات حيال أسهم القطاع العقاري والإنشائي، فقد سطع نجم سهم شركة «بروة» العقارية التي استأثرت بالنصيب الأكبر من سيولة السوق، كما حظي سهما شركتي «الإسمنت» و «الخليج القابضة» بالنصيب الأوفر من المكاسب نتيجة دورهما المحوري في تزويد المنشآت المستقبلية بالدولة بالحاجات الإسمنتية اللازمة للبناء.
وعلى المستوى البنكي، كان لسهمي «الريان» و «QNB» نصيب الأسد من السيولة والمكاسب، بيد أن أسهما أخرى كانت حاضرة أيضا رغم تباطؤ حركتها بعد مضي نصف ساعة من عمر التعاملات.

كان لخبر تنظيم قطر لكأس العالم 2022 الأثر الإيجابي الأكبر على البورصة، حيث من المنتظر أن تستفيد جميع قطاعات الدولة من هذا الحدث الكبير الذي سيؤكد مكانة قطر على خريطة التنمية العالمية لتنهي السوق القطرية تعاملات جلسة أمس على مكاسب جيدة بـ292.4 نقطة أو ما نسبته %3.57 ليصل مؤشرها إلى مستوى 8477.3 نقطة، وكان المؤشر قد حقق مكاسب قوية في بداية الجلسة إلى أن بلغ 8818.6 نقطة بالـ10 دقائق الأولى إلا أنه قلص منها بعد ذلك.
ونمت أحجام التداول بشكل ملحوظ لتبلغ بنهاية جلسة أمس 32.87 مليون سهم مقابل 10.11 مليون سهم بنهاية جلسة الخميس، وسجلت السوق قيم تداولات بـ1.23 مليار ريال مقارنة بـ415.17 مليون ريال الخميس الماضي، كما ارتفعت الصفقات إلى 10051 صفقة مقابل 4302 صفقة، وجرى التداول أمس على 42 سهما من الـ43 شركة المدرجة، حيث جاء 35 سهما منها على ارتفاع، بينما تراجع 5 أسهم، وظل سهمان بلا تغير.
وأنهت جميع القطاعات تعاملات أمس على ارتفاع جماعي بصدارة قطاع الصناعة والذي ارتفع %4.39، تلاه قطاع البنوك والمؤسسات المالية بنمو %3.63، وحل قطاع الخدمات بالمرتبة الثالثة بمكاسب %3.28، ليأتي بذلك قطاع التأمين أخيرا بأقل الارتفاعات %1.75.
وتصدر سهم الإسمنت الارتفاعات بما نسبته %8.47 ليصل إلى سعر 96 ريالا بأحجام بلغت 101.09 ألف سهم وما قيمته 9.59 مليون ريال، تلاه سهم الخليج القابضة بمكاسب %6.29 ليصل إلى سعر 15.2 ريال مسجلاً أحجام تداول بـ1.62 مليون سهم وقيم تداول بـ24.58 مليون ريال.
أما عن الأسهم المتراجعة، فقد تراجع سهم العامة للتأمين بما نسبته %10 ليصل إلى سعر 57.6 ريال بأحجام بلغت 212 سهما وما قيمته 13.32 ألف ريال، تلاه سهم مجمع المناعي بخسائر %2.03 ليصل إلى سعر 145 ريالا بأحجام تداول 2.95 ألف سهم وما قيمته 423.75 ألف ريال.
أما عن أنشط التعاملات، فكانت من نصيب سهم «بروة» العقارية الذي سجل أحجام تداول بلغت 6.74 مليون سهم بما نسبته %20.5 من أحجام السوق، وسجل السهم ارتفاعاً بنهاية جلسة أمس بـ%6.19 ليغلق عند سعر 36 ريالا.
وحل على رأس أنشط الأسهم من حيث قيم وصفقات التداولات سهم «بروة» العقارية بقيم بلغت 243.29 مليون ريال أي بنسبة %19.71 من إجمالي قيم التداولات بالسوق تلاه سهم البنك الوطني 26 مليون ريال أي بنسبة %11.98 من إجمالي قيم السوق.
وتظهر الجداول المرفقة أن سهم المتحدة للتنمية سجل أقل نسبة من حيث مؤشر السعر إلى العائد بنسبة 6.60 مرة تلاه سهم شركة قطر للوقود بنسبة 6.99 مرة، ثم يأتي سهم اتصالات قطر عاشرة هذه الشركات مسجلاً نسبة 9.28 مرة.
ويتبين من الجداول أيضاً أن القطرية الألمانية للمستلزمات الطبية مسجلة أقل نسبة من حيث مؤشر السعر إلى القيمة الدفترية بنسبة 0.54 مرة تلتها شركة السلام العالمية بنسبة 0.63 مرة، ثم سهم الخليج القابضة عاشرة هذه الشركات مسجلاً نسبة 1.00 مرة.
فنيا، كان من الطبيعي أن يرتفع المؤشر هذا الارتفاع القوي بعد إعلان قرعة تنظيم مونديال 2022 واستضافة قطر لهذا الحدث الكبير، ومن الناحية الفنية وكما كان متوقعاً فقد استقر المؤشر مقترباً من نقطة المقاومة عند مستوى 8500 نقطة، والتي من المتوقع أن يتذبذب حولها خلال الأيام المقبلة حتى يتبين الاتجاه العام فيما بعد.
والجدير بالذكر أيضاً الارتفاع القوي في حجم التداولات والذي سيكون له أكبر الأثر في انتعاش البورصة في المرحلة المقبلة، مع زيادة الطمأنينة لدى المستثمرين وبالتالي زيادة الاستثمارات في الشركات المدرجة بالبورصة.

نظيرتها الأجنبية تشتري أسهماً بقيمة 282 مليون ريال
المحافظ المحلية تقابل خبر «المونديال».. بالبيع
على غير المتوقع، قابلت المحافظ المحلية خبر فوز قطر بشرف استضافة مونديال 2022 بتنفيذ عمليات بيع واسعة في البورصة، إذ بلغ صافي مبيعاتها خلال الجلسة الأولى التي أعقبت صدور نبأ الاستضافة نحو 106 ملايين ريال.
والغريب أن سيناريو بيع المحافظ المحلية يأتي دوماً في توقيت تقوم خلاله نظيراتها الأجنبية باستثمار الأخبار الإيجابية وتنفيذ مشتريات، إذ أقدم هؤلاء على إجراء تداولات بلغ صافيها لجهة المشتريات نحو 282 مليون ريال.
وكانت المحافظ المحلية قد أقدمت على تنفيذ بيوعات منذ أن بدأت السوق تتفاعل استباقا مع قرب التصويت على الملفات المتنافسة على المونديال، أي أنها اضطرت لتصفية مراكزها عند مستويات بعيدة عن الأسعار الحالية، ما فوت عليها فرصة الاستفادة من الصعود المدوي لمؤشر البورصة من مستوى 6800 نقطة.
وعقب فوز قطر بشرف استضافة المونديال، حثت وكالة التجارة والاستثمار البريطانية الشركات على البحث عن فرص للأعمال مع قطاع الرياضة المتنامي بشدة في قطر وفي معظم أنحاء دول الخليج التي قالت إنه من المتوقع أن تبلغ قيمته أكثر من مئة مليار دولار بحلول عام 2022.
وقال نيك ميريديو الذي وضع تقرير الوكالة بشأن الأعمال في قطاع الرياضة في الخليج إن هناك فرصا كبيرة جدا في المنطقة للمؤسسات البريطانية التي تعد من رواد البنية التحتية الرياضية.
ويراهن المستثمرون الأجانب على الزخم الذي يوفره الاقتصاد الوطني لتحقيق مكاسب في السوق المالية.

بمناسبة «كأس العالم»
«دلالة» تعفي عملاءها من عمولة أوامر الشراء والبيع
أعلنت شركتا «دلالة للوساطة» و «دلالة الإسلامية» عن إعفاء عملائهما من العمولة التي تتقاضاها الشركتان على كافة أوامر الشراء التي يتم تنفيذها يومي الأحد والاثنين الخامس والسادس من ديسمبر، وذلك بمناسبة فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022. وقد صرح السيد وليد جاسم المسلم الرئيس التنفيذي لشركة «دلالة القابضة» بأن النجاح الذي حققته قطر باستضافة كأس العالم 2022 يمثل نقطة بداية لمرحلة جديدة من مراحل التطور والنمو لدولة قطر في كافة الجوانب، ومنها الجانب الاقتصادي، لذا فقد قررت شركة «دلالة» إلغاء عمولة الشركة على أوامر الشراء حرصا من الشركة على دعم هذا المناخ الاستثماري الحيوي في قطر.
وأشار المسلم إلى أن فوز قطر بتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 سوف يخلق مناخا استثماريا حيويا سينعكس أثره على جميع قطاعات الاقتصاد بما فيها بورصة قطر، وكان أمس الأحد 5 ديسمبر 2010 هو أول أيام عمل البورصة بعد هذا الفوز، الذي سوف نرى فيه انعكاسا لهذا الحدث.
وأضاف المسلم: وبهذه المناسبة فقد قررت شركتا «دلالة للوساطة» و «دلالة الإسلامية» التنازل عن عمولتهما لكافة أوامر الشراء لعملائهما من الأفراد والشركات يومي الأحد والاثنين 5، 6 ديسمبر مساهمة منهما في دعم هذه الانطلاقة الاستثمارية الجديدة في دولة قطر.
وقال المسلم: «لا شك أن هذا الفوز لم يأت وليد الصدفة، إنما بتوفيق الله سبحانه وتعالى أولا ثم بجهود حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الذي شهدت البلاد في عهده تطورا ونموا في كافة نواحي الحياة بالدولة».
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «دلالة القابضة»: إن شركة «دلالة للوساطة والاستثمار القابضة» ترفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى ولولي عهده الأمين سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولصاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند ولسعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رئيس ملف قطر لكأس العالم 2022 بمناسبة فوز دولة قطر بتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام 2022. وفي حديثه مع قناة «سي.أم.بي.سي» العربية قال الرئيس التنفيذي: إن «دلالة» اتخذت هذه الخطوة لتشجيع الاستثمارات وانسيابها لدولة قطر وتكريس يوم فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022 كفجر جديد لاستثمار عالي النمو للاثنتي عشرة سنة القادمة حتى يوم المونديال.
وأضاف المسلم: أن التوقعات التي كانت موجودة للناتج القومي كانت تشير إلى أن النمو في 2010 سيكون %16 مصحوبا بـ %2.7 كنسبة تضخم، أما الآن وبعد هذا الحدث فنتوقع أن يكون النمو مطردا في السنوات القادمة أعلى من %22 مع معدل تضخم بين 5 و %7 بدءا من العام القادم معربا عن اعتقاده بأنه ستكون هناك سرعة تحرك من جانب الحكومة لاحتواء التضخم عن طريق فتح مجالات جديدة والتوسع من قبل الشركات العاملة في المجال الاقتصادي واستيعاب الكم الكبير القادم من جمهور كرة القدم. وأشار إلى أن فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022 جعل قطر النجم الساطع في الاستثمار بين دول المنطقة وسيؤدي ذلك إلى تدفق الاستثمارات بشكل كبير خلال الفترة القادمة حيث كانت دول الشرق الأوسط تنظر إلى قطر كدولة رائدة في التطوير، أما اليوم فإن قطر فتحت بابا ثانيا للاستثمار مما سيؤدي إلى وجود منحنى جديد للنمو فوق المستوى المطلوب حاليا في السوق.
وأضاف المسلم: أن قطر كانت الدولة رقم واحد على مستوى العالم في ارتفاع معدل النمو وكانت عند مستوى %16 أما الآن وبعد أن يصل النمو إلى مستوى %21 فسيؤدي ذلك إلى تحويل الأنظار بشكل كبير إلى قطر حيث لا توجد دولة في العالم تحقق مثل هذا النمو في الوقت الحالي.
وقال المسلم: «عندما وافقت الفيفا على اختيار قطر لتنظيم كأس العالم 2022 كان ذلك بسبب الوضع السياسي والاقتصادي والمالي الجيد للدولة وكل ذلك سيتبلور لجذب الاستثمارات من الخارج، وسوف نرى رقما قياسيا جديدا لمؤشر البورصة ونموا كبيرا في الربع الأول من عام 2011 وأتوقع أن يصل مؤشر البورصة إلى مستوى 12 ألف نقطة كما وصله من قبل». وأضاف: «إن ما فعله سمو الأمير وسمو الشيخة موزة وسمو ولي العهد وسعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، رفع معنويات القطريين ومعنويات كافة العرب، وسيؤثر ذلك على القطاع الاقتصادي، لأن ذلك أمر لم يحدث من قبل».
وفي نهاية حديثه، توقع المسلم وجود إصدارات جديدة في بورصة قطر خلال الفترة القادمة حيث إن ثقة المستثمر الآن عالية جدا في بورصة قطر، وهو ما يتمثل في الأرقام التي شاهدناها اليوم من حجم التداول وارتفاع مؤشر البورصة.

كأس العالم تعزز الفرص الاستثمارية
ارتفاع سقف التوقعات حيال الحراك الاقتصاد المحلي
قال بيت الاستثمار العالمي « غلوبل»: إن فوز قطر بشرف استضافة مونديال 2022 يخلق مزيدا من الفرص الاستثمارية بالدولة فضلا عن دول مجلس التعاون الخليجي ودول الشرق الأوسط كافة.
وعدت قطر بإنفاق 50 مليار دولار أميركي على تحسين البنية التحتية و4 مليار دولار أميركي لبناء تسعة استادات جديدة وتجديد ثلاثة أخرى، ووفقاً للخطة المقترحة فلن يتطلب أي استاد من تلك الاستادات أكثر من ساعة للوصول إليه، ويتمثل العرض الفريد في أنه من المتوقع أن الطاقة الشمسية ستستخدم في تكييف الملاعب، كما سيتم بناء استادات مطابقة للمواصفات، وأن الأجزاء العلوية من الملاعب ستكون وحدات متحركة ستقوم بتفكيكها وإرسالها إلى الدول النامية عقب انتهاء المباريات مما سيسمح بالمزيد من تطوير كرة القدم على الساحة الدولية. 

ماذا يعني هذا الفوز بالنسبة لقطر والمنطقة؟
إن حجم هذا الإنجاز لا يمكن تقديره ولن يأتي أقل من توقعاتنا، حيث تمثل كأس العالم أكبر حدث رياضي على مستوى العالم في ظل التقديرات بتجاوز مشاهدي التلفزيون لنهائيات كأس العالم 2010 أكثر من 700 مليون مشاهد، وبالنظر إلى موقع قطر الاستراتيجي، فإن أكثر من %82 من مناطق التوقيت العالمي ستكون قادرة على استقبال البث المباشر لمباريات كأس العالم في الوقت الرئيس، مع توقع أن يصل عدد مشاهدي المباراة الواحدة إلى 3.2 مليار مشاهد، وهو ما يمكنه أن يرفع من قيمة الحقوق لدى الفيفا، كذلك فإن قرب الشرق الأوسط من الأسواق الأوروبية والآسيوية من المتوقع أن يعزز القيمة التجارية لحقوق الضيافة بالمقارنة بجنوب إفريقيا 2010، وهو ما يوفر لقطر ميزة فريدة لعرض نفسها والمنطقة بشكل فعال كما سيقلص أي شكوك حول المنطقة وسيعزز الاعتقاد بأن مجلس التعاون الخليجي جزء سريع التطور من الاقتصاد العالمي مع وجود إمكانات متطورة والقدرة على الوقوف في مصاف الاقتصادات الرائدة في العالم، وتمثل قطر وجهة رياضية، وفنية، وثقافية، وسياحية مزدهرة، وفي ظل ما سيجلبه هذا الفوز بتنظيم المسابقة سيكون لدى قطر الإمكانات لجذب الكثير من الزائرين رغم ظروف الطقس، وربما يتمثل أحد أهم التوقعات من هذا الفوز بأنه سيقرب العالم من الشرق الأوسط ويخلق روابط ثقافية متعددة على مستوى المنطقة والعالم الخارجي.

كيف سيستفيد الاقتصاد - البنية التحتية، السياحة، البنوك، العقارات والتشييد؟
لقد قادت رؤية كل من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند قطر لتكتسب منظورا مرتفعا عالمياً وما يقدمه عرض 2022 للعالم يعد رائعاً من كافة الجوانب، ويمكن لقطر أن تطور بنية تحتية كافية لمواكبة أحداث 2022، وهو ما سيفيد الأجيال المستقبلية ويقدم ترشيحات لأحداث أخرى مثل الأولمبياد. ومن المتوقع أن تدعم التجديدات الكبيرة والتشييدات الجديدة كافة القطاعات. وبالنظر إلى الأرقام، فقد قدر تقرير تم إعداده من جانب UBS للبحوث الاستثمارية (منذ فبراير 2010) أن التحضير لكأس العالم الذي بدأ منذ أربع سنوات قد أضاف بين 0.5 و%2.2 للناتج المحلي الإجمالي لجنوب إفريقيا (اعتماداً على مشروعات البنية التحتية) وبصفة عامة فقد خلق ما يزيد على 300 ألف وظيفة منذ عام 2006 بنسبة مساهمة بلغت %2.7 من أرقام التوظيف، كما أشارت بحوث UBS إلى أن الثلاث دول التي استضافت بطولات كأس العالم السابقة شهدت نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بمعدل %1.8 في المتوسط خلال عام المسابقة، إلا أنه من الصعب تحديد نسبة مساهمة المسابقة من النمو والذي من التوقع أن يكون أقل من هذا الرقم.
ازدهار التشييد: وحتى تؤتي زيادة الإنشاءات ثمارها، فإنه يتوقع لنشاط التشييد في قطر أن يشهد ارتفاعاً ملحوظاً، وهو ما سيحفز الكثير من مشروعات البنية التحتية التي تحرز تقدما بطيئا أو تنتظر الفرصة لتتقدم، ومن المتوقع أن يشهد التشييد التجاري ونصف السكني الارتفاع الأكبر حتى عام 2022 ليواجهه معدلات الطلب، كذلك من المتوقع أن تشهد أسعار العقارات تأثراً يتماشى مع أماكن الإقامة التي يتزايد فيها الطلب في مناطق معينة أكثر من المناطق الأخرى، كذلك فإنه من المحتمل أن تدخل الشركات العالمية والإقليمية بصورة نشطة في السوق القطرية، والتي يسيطر عليها حاليا كل من الشركات المحلية وشركات مجلس التعاون الخليجي، كما أنه من المتوقع أن تشهد قطر اتفاقيات شراكة للروابط التجارية والأنشطة المبتكرة التي تعتبر حاليا سوقا جذابة مليئة بالفرص.
زيادة المرافق: سيصل إجمالي الملاعب المتاحة إلى 12 استادا وفقاً لأحدث أساليب التقنية الموجودة والتي تتضمن تجديد وإصلاح الاستادات الثلاثة الموجودة، بالإضافة إلى ذلك، فإنه من المتوقع أن تشهد قطاعات الضيافة والعقارات دعماً ملحوظاً، مع الأخذ في الاعتبار المزايا الجغرافية التي تتمتع بها قطر عن جنوب إفريقيا، فإنه من المتوقع أن يزيد عدد السياح الذين يتوقع زيارتهم لكأس العالم 2022، وهو ما يشير إلى الحاجة لمزيد من الفنادق مرتفعة الفئة، والشقق السكنية التي تتميز بخدماتها وكذلك البدائل السكنية قصيرة الأجل، بالإضافة إلى ذلك، يتوقع أن تشهد صناعة الأغذية والمشروبات زيادة في استثماراتها حتى تاريخ انعقاد المباريات.
البنية التحتية للنقل: من المتوقع أن يتم إنشاء نظام سريع ومكيف الهواء للنقل الجماعي ليس فقط للاتصال بكافة أماكن الإقامة بل أيضاً للجمهور بصفة عامة، وإضافة إلى ذلك، من المقرر أن يتم افتتاح المطار الدولي الثاني في عام 2012 قبل انطلاق المباراة الأولى في كأس العالم 2022 بعقد كامل، بطاقة استيعابية تتيح التعامل مع 50 مليون مسافر سنويا.
ترتيبات التمويل: وللقدرة على مواجهة كافة متطلبات الأنشطة التي تم ذكرها مسبقاً، يتوقع للنظام المصرفي أن يلعب دوراً بالغ الأهمية، وستكون وفرة السيولة في النظام حتمية، ومن المتوقع أن يشهد القطاع المصرفي زيادة في نشاطاته الرئيسة، حيث سيكون هناك إمكانية لمنح قروض تجارية وأخرى للتشييد تماشياً مع الإنشاءات المبتكرة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق