الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

قطر قادرة على تسديد «فواتير» مونديال 2022

«السعودي - الفرنسي»: الدوحة تتأهب لتصبح أحد محركات الاقتصاد العالمي
قطر قادرة على تسديد «فواتير» مونديال 2022
2010-12-17 
لندن - نور النعيمي 
قال جون سفاكياناكيس، كبير الاقتصاديين في البنك السعودي الفرنسي، أمس, إن قطر قادرة على تحمل كافة تكاليف تنظيم مونديال 2022، لما تمتلكه من ملاءة مالية كبيرة.
وقال سفاكياناكيس، في مقابلة خاصة مع محطة بلومبيرغ الاقتصادية أمس، حول آفاق الاقتصاد السعودي والقطري: إن فوائد تنظيم قطر لمونديال 2022، ستتعدى قطر إلى البلدان المجاورة وإلى العديد من دول العالم.
وأجاب سفاكياناكيس، الذي كان يتحدث من الرياض، عن سؤال حول الفائدة التي ستجنيها قطر من بناء عشرات الفنادق ومرافق الإسكان بعد انتهاء المونديال، بالقول: إن الفوائد التي ستجنيها قطر من هذا الحدث العالمي ستكون مباشرة على الاقتصاد الوطني، فقطر تستعد لتصبح أحد محركات الاقتصاد العالمي في هذه المنطقة في غضون العقدين المقبلين.
وتابع: «أعتقد أن لقطر حضورا كبيرا على الساحة الدولية منذ وقت ليس بالقصير، فمنذ تبنيها قناة الجزيرة القطرية، نالت دولة قطر حضورا واسعا في المشهد الإعلامي والسياسي العالمي، واليوم ها هي تطرق أبواب الاستثمار الاقتصادي العالمي المدروس من خلال الاستثمارات في البنية التحتية الوطنية, ومن خلال استضافة التظاهرات العالمية، وعلى رأسها مونديال 2022.
ونوه سفاكياناكيس، بأن شركات العقارات في المنطقة بدءا من دبي ومرورا بالشركات السعودية، حققت مكاسب كبيرة في أسواق المال منذ إعلان فوز قطر بشرف تنظيم كأس العالم 2022، حيث يرى المستثمرون أن هذه الشركات قادرة على تحقيق مكاسب من المشاريع التي سيعلن عنها في قطر.
ويرى محللون على نطاق واسع أن منح قطر شرف تنظيم مونديال 2022 في الثاني من ديسمبر الجاري، كان بمثابة الإعلان رسميا عن انتهاء الأزمة العقارية التي ضربت المنطقة في أعقاب إعلان شركة دبي العالمية في نوفمبر 2008، تعثرها في سداد ديون تقدر بحوالي 23 مليار دولار.
وكسب مؤشر بورصة قطر الذي يضم أكبر 20 شركة في البلاد %7.2 من مطلع ديسمبر الجاري، كما حققت مؤشرات باقي أسواق الخليج مكاسب متباينة.
وأشارت «بلومبيرغ» إلى أحدث تقرير صدر عن صندوق النقد الدولي الاثنين الماضي، وقال فيه إن قطاع الغاز الطبيعي المزدهر في قطر سيقود البلاد إلى معدل نمو يبلغ %20 العام القادم. وقال الصندوق رغم هذا التوسع الكبير فسيبقى التضخم مكبوحا عند %3.
وأشاد الصندوق أيضاً بالنظام المصرفي القطري باعتباره «مرنا تجاه مخاطر الائتمان والسوق».
وقال الصندوق إن الخطر الرئيسي على توقعات الصندوق القوية لقطر -والذي اعتبره صندوق النقد صغيرا- هو حدوث انخفاض حاد في سعر الغاز الطبيعي.
من جانب آخر، أوردت وكالة «بلومبيرغ» توقعات وكالة «ميريل لينش» للتصنيف الائتماني حول الكلفة الإجمالية لمشاريع مونديال 2022 وحددتها بحوالي 65 مليار دولار.
مركز عالمي
كما نقلت الوكالة عن روبن ماكول، الرئيس التنفيذي بالوكالة لبنك الخليج التجاري الذي يتخذ من الدوحة مقرا له، قوله إن قطر التي تحوز على ثالث أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم، تهدف إلى التحويل إلى مركز عالمي لاستثمار قطاع الأعمال في المنطقة، وتتنافس بذلك مع جهات مثل دبي واسطنبول.
وقال ماكول، رغم أن البلاد ستحقق نموا مجمعا في السنوات الخمس القادمة بحدود %10، فإننا ما زلنا نحتاج إلى معرفة كيف يمكن أن تستمر في الاستفادة من الاستثمار بعد انتهاء مونديال 2022.
إلى ذلك قال مارك برودلي، المدير المساعد في شركة «دي تي زد» للبحوث والاستشارات العقارية في الدوحة «يعتبر تنظيم مونديال 2022 في قطر، حافزا لتطوير وتوسيع الاقتصاد والسكان على حد سواء، فالتنمية البشرية تسير وفق معدلات مرتفعة في البلاد، ومن المتوقع أن تحقق قفزات هائلة في غضون عقدين من الزمان أو أقل من ذلك».
وأضاف: «الحدث العالمي، وضع قطر على الخريطة, ما سيساعدها على رفع مكانتها وجعلها وجهة دولية كبرى».
وقال ماراثيفتس من «ستاندرد تشارترد» إن قطر تهدف إلى أن تصبح اقتصادا قائما على المعرفة التي تركز على مجالات مثل البحوث والتعليم، كما تهدف إلى الانخراط في صناعة المعرفة التي تعتمد على كوادر مؤهلة تأهيلا عاليا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق