الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

«الفايننشال تايمز»: قطر تتحول لأرض موعودة للمقاولين


عقب ظفرها بشرف استضافة المونديال
«الفايننشال تايمز»: قطر تتحول لأرض موعودة للمقاولين
2010-12-21 
القاهرة - ترجمة العرب 
وقالت الصحيفة إن تقديرات رسمية تتوقع أن يبلغ حجم الإنفاق على البنية التحتية والفنادق و12 ملعباً صديقاً للبيئة نحو 55 مليار دولار، لكنّ «شعاع كابيتال»، وهو بنك استثماري إقليمي، يقدر أن التكلفة النهائية للمهرجان الرياضي الذي يستمر شهرا يمكن أن تصل إلى 86.5 مليار دولار.
ويتكون جزء كبير من الإنفاق المتوقع من مشاريع حالية طويلة الأجل ستتسارع وتيرتها الآن، لكنه رغم ذلك سيوفر إضافة مرحباً بها لقطاع الإنشاءات في المنطقة، ويقول مصرفي استثماري يتخذ من دبي مقراً له: «من المحتمل أن عددا كبيرا من الشركات الإنشائية بدأ يقيم الاحتفالات منذ صدور الإعلان».
وارتفعت أسعار الأسهم في شركات الإنشاءات، مثل أرابتيك ودريك وسكول في دبي وشركة أوراسكوم للصناعات الإنشائية في مصر، بشكل حاد منذ أن فازت قطر بعرض استضافة كأس العالم، وقفزت أسهم شركات الصلب والإسمنت الإقليمية أيضاً، وارتفع سهم شركة الإسمنت الوطنية في قطر بنسبة تقارب %40.
ويقول محللون إن شركات الإنشاءات العالمية، وبخاصة تلك التي لها فروع محلية، من المتوقع أن تفوز هي الأخرى بحصة من العقود، وينتظر أن تكون شركة «هوختيف» مستفيداً رئيساً، وتقوم شركة الإنشاءات الألمانية هذه بتنفيذ مشروع عقاري سكني ضخم في مدينة الدوحة، وباعت في الأسبوع الماضي حصة فيها تبلغ %9 لشركة «قطر القابضة»، التي تعد ذراعاً لصندوق الثروة السيادية القطري.
وتعتبر شركات البناء البريطانية التي تضررت بشدة جراء انهيار طفرة الإنشاءات في دبي في موقع جيد للاستفادة من هذه المناسبة هي الأخرى، وفقاً للمحللين.
ويقول لانس تايلر، الرئيس التنفيذي لشركة رايدر ليفيت بكنول الاستشارية في مجال الإنشاءات: «الشركات التي كانت لديها الثقة للانتقال إلى قطر قبل عدة سنوات ستكون أول الشركات التي تحصل على العمل».
ومن المرجح أن تحقق البنوك مكاسب لم تكن تتوقعها، فرغم أن صندوق الثروة السيادي في قطر، وهو هيئة الاستثمار القطرية، لديه أموال تقدر بـ85 إلى 100 مليار دولار، يتوقع المحللون أن يتم تمويل جزء كبير من الإنشاءات عبر الإقراض البنكي والسندات.
وتقول وكالة «موديز» للتصنيف: «من المتوقع أن تستفيد الأنشطة الإقراضية لجميع البنوك القطرية من الأنشطة الثانوية المتعلقة بهذه المشاريع الضخمة، بما في ذلك تمويل المشاريع الصغيرة والمقاولات وعقود الباطن».
وستكسب البنوك وشركات المحاماة الدولية هي الأخرى من عودة الحياة إلى إصدار السندات في قطر، وبحسب أحد المحامين: «كأس العالم ستغير وجه الدوحة، وسيحتاجون الآن إلى تنظيم مزيد من عمليات التمويل».
لكنّ بعض المحللين يحثون على توخي الحذر، مشيرين إلى أن 12 عاماً تفصلنا عن كأس العالم، ويقول المحللون في بنك «شعاع» إنه من غير المرجح أن تتم ترسية كثير من العقود قبل عام 2015 الذي يتوقع أن تنطلق فيه الاستعدادات، ومن غير المتوقع كذلك أن تتم ترسية العقود المتعلقة بالملاعب خاصة إلا بعد عام 2015.
ووفقاً لجون بارو، أحد كبار المسؤولين في شركة بوبيولاس الهندسية المتخصصة في تصميم الملاعب، ليس من المعقول المسارعة إلى إعداد التصاميم «إننا بعيدون عن الحدث مدة 12 عاماً، وخطى التكنولوجيا لاسيَّما بشأن الاستدامة سريعة جداً لدرجة تجعل من المعقول التريث قليلاً».
وقالت الصحيفة إنه مع ذلك، فإن إنفاق قطر على مشاريع البنية التحتية ذات العلاقة بكأس العالم سيعوض التباطؤ الذي يلوح في الأفق في الاستثمارات في صناعة الغاز، ويحافظ على نمو الناتج الاقتصادي للبلاد بمعدل سنوي يراوح بين %8 و%13 في المستقبل القريب، حسب مونيكا مالك، كبيرة الخبراء الاقتصاديين في بنك إي أف جي هيرميس الاستثماري الإقليمي.
ويقول روي تشيري المحلل في بنك شعاع كابيتال: مع التخطيط لتنفيذ استثمارات تقدر قيمتها بـ100 مليار دولار خلال الـ12 عاماً المقبلة، فإن هذا البلد الصغير جغرافيا يحشد إمكانات هائلة، ما يجعله أضخم موقع للإنشاءات على وجه المعمورة من حيث الدولارات التي يتكلفها المتر المربع الواحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق