الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

السعوديون يرفعون سقف توقعات استثماراتهم في قطر

مصنع حديد مشترك بالدوحة برأسمال 200 مليون ريال
السعوديون يرفعون سقف توقعات استثماراتهم في قطر

2010-12-14 
الدوحة - العرب  
أثار فوز قطر بشرف استضافة مونديال 2022 حراكا اقتصاديا في السعودية، التي يمني مقاولوها وشركات التطوير والإنشاءات العاملة بها النفس لتحقيق استفادة من ذلك الإنجاز القطري.
فبعدما لجأت شركات الإسمنت العاملة في المملكة للسلطات الرسمية لإتاحة المجال لها لتصدير منتجاتها للدوحة، فقد دارت توقعات واسعة النطاق بأن قطاع المقاولات السعودي سيشهد انتفاضة نوعية بفضل حجم المشاريع المتوقع تنفيذها في قطر على مدار السنوات المقبلة.
وبحسب ما أوردته صحيفة «الاقتصادية» السعودية فإن مستثمري المملكة يراهنون على حجم الأعمال المدنية الضخمة المتوقعة في قطر إثر فوزها باستضافة المونديال، الذي قد يشكل فرصة تاريخية للقطاع للظفر بتنفيذ هذه المشاريع العملاقة. 
ويعتقد سعوديون أن المرحلة المقبلة ستحمل في طياتها اهتماما حيال قطاعات البنية التحتية القطرية التي تتألف من مطارات وطرق وكهرباء ومياه، إذ تسعى الدوحة لتطوير البنى التحتية لإنشاء مشاريع ضخمة جديدة قد تصل مبالغها إلى أكثر من 100 مليار دولار، حسبما أعلنت، وستستمر في استثمارها خلال الأعوام العشرة المقبلة، وذلك للصرف على مشاريع تشمل تطوير مشاريع الطاقة الكهربائية والفنادق الفخمة والملاعب الرياضية ومشاريع تحلية المياه والسكك الحديدية وغيرها، وسيكون للقطاع الخاص دور كبير بشكل عام في إنجاز تلك المشاريع والمشاركة فيها بشكل مباشر أو من الباطن.
ويؤكد عبدالله الرشيد، رئيس مجلس إدارة مجموعة الرشيد للاستثمارات على قدرة شركات بلاده على التناغم مع مستوى حجم الإنشاءات الكبيرة في قطر، إذ يؤكد قدرة القطاع الخاص السعودي على إنشاء المشاريع العملاقة في الخارج، مستشهدا بتنفيذ إحدى شركاته لما يفوق %80 من مطارات دبي. 
وأضاف الرشيد: «إن الاستفادة من مشاريع البنية التحتية القطرية ستكون كبيرة لمقاولي المنطقة الشرقية بحكم القرب من قطر، خاصة الذين يعملون في صناعة الحديد المستخدم في الملاعب والمطارات والفنادق»، مبينا أن قطر ستكون حاضنة لمعظم المقاولين في المنطقة الشرقية. 
وأشار الرشيد إلى أن جميع المقاولين في الدول المجاورة لقطر سيحصلون على عقود كبيرة لتنفيذ مشاريع، لكن سيكون للمقاولين السعوديين، وبالأخص الذين في المنطقة الشرقية الحصة الأكبر من تنفيذ هذه المشاريع. 
وبيَّن أن عديدا من مصانع الحديد في مدينة الجبيل الصناعية، إضافة إلى مصانع الحديد الأخرى، ستكون داعما كبيرا.
وقدَّر حاجة قطر لتنفيذ مشاريعها إلى ما يفوق 1.5 مليون طن من الحديد، حيث من الممكن أن توفر المصانع السعودية ما يفوق %70 من حجم الطلب على الحديد والصلب، فيما ستوفر المصانع الخليجية النسبة المتبقية.

مباحثات

وكشف الرشيد أنه تباحث اليومين الماضيين مع مستثمرين قطريين لإنشاء مصنع حديد في قطر برأسمال 200 مليون ريال سعودي، مشيراً إلى أن المصنع في حاجة إلى مساحة تفوق 200 ألف متر مربع، مبينا أن هذا المصنع هو نسخة مشابهة من مصنع كليفند بريدج في بريطانيا المملوك بالكامل لمجموعة الرشيد للاستثمارات، الذي أسهم في توفير المواد والرسومات الهندسية لملعب ويمبلي الجديد في لندن، مضيفا: إن لديه توجها لإنشاء مصانع في قطر، خصوصا فيما يتعلق بإنتاج الحديد والأنابيب.
وأضاف: إن إقامة مصنع كليفند بريدج في قطر ضمن الخطط المستقبلية لمشاريعنا الاستثمارية، بيد أن فوز قطر باستضافة كأس العالم عام 2022 عجَّل من هذه الخطط؛ لاستباق حجم الطلب الكبير المتوقع على الحديد خلال العمليات الإنشائية الضخمة المزمع إقامتها في قطر.
وأشار عبدالرحمن الراشد، رئيس غرفة الشرقية إلى وجود العديد من الشركات السعودية التي تعمل حاليا في قطر والمختصة بتجارة مواد البناء أو الإنشاءات وتأهيل معامل الغاز والبتروكيماويات. وبيَّن الراشد أنه يتوقع منح فرصة كبيرة للمقاولين السعوديين، مشيراً إلى أن مقاولي المنطقة الشرقية سيكون لهم نصيب كبير من المساهمة في المشاريع التي ستشيدها قطر خلال السنوات العشر المقبلة.
وأكد رئيس غرفة الشرقية أن المقاول السعودي سيكون له دور كبير في عمليات الإنشاءات القطرية؛ لأنه يملك إمكانات ضخمة من طاقات إنتاجية مهولة، خاصة فيما يتعلق بمواد البناء، مشيراً إلى أن قطاع المقاولات السعودي يعد أقوى قطاع في الشرق الأوسط.
من جانبه، قال عبدالرحيم نقي، الأمين العام لاتحاد الغرف الخليجية: «إن فرص قطاع المقاولات الخليجية وتحديدا السعودية كبيرة جدا، ولاسيَّما فيما يتعلق بمشاريع البنية التحتية» مشيراً إلى أن الأولوية في تنفيذ المشاريع للشركات الخليجية التي تملك الخبرة والدراية.
وأكد نقي أن الوضع الاقتصادي العام الخليجي والمؤشرات الاقتصادية تؤكد أن الشركات الخليجية مؤهلة لتنفيذ مشاريع عملاقة لها شراكات مع شركات مقاولات عالمية في الصين وكوريا الجنوبية، التي تملك التكنولوجيا المتقدمة. 
وبيَّن نقي أن عددا من شركات المقاولات الخليجية تملك تصنيفا دوليا متقدما جدا، مطالبا قطر بمنح هذه الشركات الفرصة للدخول في عمليات الإنشاءات حتى لو تطلب الأمر دخول الشركات الخليجية في شراكات مع مقاولين قطريين.
ويتطلع نقي إلى أن يكون فوز قطر باستضافة كأس العالم محفزا رئيسا للاقتصاد الوطني، مشددا على أهمية تفعيل اتفاقية السوق الخليجية المشتركة، وألمح أمين عام اتحاد الغرف الخليجية إلى أن قطاع الإيواء قد يأخذ الحصة الأكبر من عمليات الإنشاءات في قطر.
من ناحيته، يبين ناصر الدليمان المدير العام المساعد لشركة الدليمان للمقاولات، أن القطاع السعودي الخاص بجميع تصنيفاته قادر على الظفر بالعديد من المشاريع بشتى مستوياتها والمزمع إقامتها في قطر في السنوات القريبة المقبلة استعدادا لاستضافة كأس العالم 2022، ويأمل الدليمان من المسؤولين في قطر الأخذ بعين الاعتبار أن قيام منشآت ضخمة يتطلب شركات ذات خبرة وكفاءة، وهو الأمر الذي ينطبق تماما على معظم شركات المقاولات السعودية، التي تتمتع بمزايا عدة، من أبرزها قربها جغرافيا ونوعية الخبرة التي تمتلكها في هذا المجال، الأمر الذي سيمنح عاملا إيجابيا لقطر من حيث الأسعار وتوفيرها والمرونة في إنشاء المشاريع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق